أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد قبل عشرة أيام من انتهاء ولايته أن الولايات المتحدة ستصنف الحوثيين في اليمن على أنهم "جماعة إرهابية"، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان الأحد أن إدارة ترامب ستصنف الحوثيين كجماعة إرهابية، وذلك في إجراء يهدف إلى محاسبتهم على أعمالهم الإرهابية بما في ذلك "الهجمات العابرة للحدود" التي تهدد السكان المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري ومن شأن هذه الخطوة أن تصعب من جهود منظمات الإغاثة في هذا البلد الذي تمزقه حرب أهلية منذ 2015م بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
وأدان الحوثيون قرار الولايات المتحدة وأكدوا احتفاظهم بحق الرد، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه يعتزم أيضا وضع ثلاثة من قادة الجماعة وهم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم على قائمة الإرهابيين الدوليين (قناة فرنسا 24).
كما أصدر المكتب السياسي الأعلى للحوثيين بيانا بخصوص التصنيف الأمريكي لهم بالإرهاب. كما قاموا بالفعاليات المختلفة والمتنوعة في مناطق سيطرتهم منددين بهذا التصنيف الأمريكي لهم كجماعة إرهابية. والمدقق في هذا التصنيف وحيثياته يجد أنه مجرد فرقعة إعلامية، ومما يؤكد ذلك:
- انتقد جايك سوليفان مرشح جو بايدن لمنصب مستشار الأمن القومي قرار ترامب بشأن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية واعتبر سوليفان أن هذا التصنيف لن يساهم في حل الأزمة اليمنية بل على العكس من ذلك سيزيد من تعقيد الوضع الإنساني باليمن.
- وصف السفير السابق إلى اليمن جيرالد فيرستاين إدراج جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية بـ"الخطـأ الكبير".
- بدأت وزارة الخارجية الأمريكية مراجعة قرار تصنيف جماعة الحوثيين منظمة إرهابية حسبما أكد متحدث باسم الوزارة لـCNN السبت.
- دعا ثلاثة نواب أمريكيين إلى التراجع عن القرار لأنه يشكل حكما بالإعدام على آلاف اليمنيين، وحذرت منظمة إغاثية من أن قرار تصنيف الحوثيين إرهابيين قد يشل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية، إذ إن هذه الخطوة قد تعوق التواصل مع المسئولين الحوثيين واستخدام المنظومة المصرفية ودفع الأموال للعاملين في المجال الصحي وشراء الأغذية والوقود وحتى الوصول إلى شبكة الإنترنت.
- قال وزير الخارجية الأمريكي (السابق) مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تقر بأن هناك مخاوف بشأن وطأة هذه التصنيفات على الوضع الإنساني، مضيفا: نعتزم اتخاذ تدابير للحد من انعكاساتها على بعض النشاطات والإمدادات الإنسانية.
- والأهم أن هذا التصنيف صادر من وزارة الخارجية ومن وزير خارجية انتهت صلاحيته، فلو كان القرار جدياً لاتخذ أثناء اجتياح الحوثيين لصنعاء وليس في هذا التوقيت، فقد جاء الخبر كالتالي "وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أخطر الكونغرس، بنيّته تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية" في 19 كانون الثاني/يناير الحالي، أي قبل يوم واحد من مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض" (بي بي سي 15/1/2021م).
- إن القرار لا بد من موافقة الكونغرس عليه حيث ذكر موقع بي بي سي بتاريخ 24/1/2021 "بدون سابق إنذار أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد 10 كانون الثاني/يناير قرار واشنطن إدراج جماعة الحوثي وثلاثة من أبرز قادتها في اليمن ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. وسيدخل القرار حيز التنفيذ بمجرد مصادقة الكونغرس عليه".
إن هذه التصريحات وغيرها تدل على أن قرار ترامب غير جدي وأن جو بايدن ينتقد القرار فلن ينفذه وهذا ما يؤكد أن هذا التصنيف هو مجرد فرقعة إعلامية لتضخيم الحوثيين وإبرازهم إعلاميا وإيجاد مادة لهم للقيام بالفعاليات المختلفة بين الناس لتشكيل وسطهم السياسي وكسب المزيد من الأنصار وتقوية شعبيتهم المتدنية من جراء أعمالهم السيئة في مناطق سيطرتهم، كإيجاد الأزمات الخانقة وقطع المرتبات على الموظفين والتعسفات والاعتقالات وإرهاق الناس بالضرائب وغيرها، واختيار هذا التوقيت هو أكبر دليل على ما سبق، فبعدما اعترفت بهم أمريكا ومبعوثو الأمم المتحدة وجلس معهم وزير خارجيتها في السويد مباشرة وبعدما أصبح للحوثيين غطاء دولي وسند خارجي من أمريكا وأصبحوا قوة على الأرض، يأتي بومبيو ويعلن اعتزامه تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية!
والحوثيون ينفذون مخططات أمريكا في اليمن فهم من أزاح نفوذ بريطانيا في الشمال ويسعون لإحكام سيطرتهم على ما تبقى منها كمحافظة مأرب النفطية.
وتصنيفهم بالإرهاب هي محاولة فاشلة لتغطية عمالتهم لأمريكا والتي استطاع حزب التحرير بأعماله المختلفة أن يكشف عمالتهم لها وتنفيذهم لمخططاتها وفزعهم إليها وقت الخطر.
إن الشمس لا تغطى بغربال وإن جميع الأنظمة آيلة للسقوط مهما تمترست خلف القوة العسكرية والأمنية ولا يحتاج سقوطها إلا إلى رص الصفوف خلف قيادة حزب التحرير فهو الرائد الذي لا يكذب أهله وهو وحده الذي يمتلك دستورا، وهو جاهز لتطبيقه فور قيام الخلافة، وها هي الذكرى المئوية لهدم دولة الخلافة، وهي حافز للمسلمين أن يعملوا بجد لإسقاط الأنظمة العلمانية وإقامة الخلافة على أنقاضها، ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾.
رأيك في الموضوع