تناقلت بعض المواقع الإخبارية أن 200 مقاتل من حزب الإصلاح في اليمن وصلوا إلى ليبيا برعاية تركيا أردوغان للقتال إلى جانب القوات التركية مع حكومة الوفاق لدعم فايز السراج ضد خليفة حفتر الذي يسعى إلى دخول طرابلس لإسقاط حكومة السراج.
فقد كشفت مصادر عسكرية واستخباراتية أن دفعة مقاتلين من حزب الإصلاح (إخوان اليمن) تضم 200 مقاتل وصلت ليبيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا ضد الجيش الوطني الليبي وفق (ميدل إيست مونيتور).
ونقل موقع صحيفة 4 مايو الإلكترونية أن قوات الجيش الوطني الليبي أسرت عددا من المقاتلين اليمنيين من حزب الإصلاح الذين يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق.
كما كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن رعاية الاستخبارات التركية لنقل عناصر ومجندين من حزب الإصلاح اليمني إلى ليبيا عشية الاستعدادات الجارية لمعركة سرت، مشيرة إلى أن توافد عناصر حزب الإصلاح (الجناح السياسي للإخوان المسلمين في اليمن) "يأتي في ظل سعي دائم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاستثمار في تنظيم الإخوان بجميع الأقطار العربية مستغلا التغيرات السياسية التي واكبت ثورات الربيع العربي للمشاركة في رسم خريطة المنطقة على النحو الذي يخدم أنقرة".
إن الصراع الأنجلو أمريكي الذي تشتد ضراوته هذه الأيام في جبهة مأرب النفطية الذي يُحكم حزب الإصلاح بزعامة عميل الإنجليز علي محسن الأحمر قبضته عليها ويستميت في الدفاع عنها ضد عملاء أمريكا الحوثيين، ونظرا لأن مأرب مركز الثقل لحزب الإصلاح في اليمن فهم يدافعون عنها بضراوة الأمر الذي يجعل سقوطها بيد الحوثيين من دون مساندتهم من جانب أمريكا وعملائها الآخرين صعب المنال، فأمريكا تسعى بجدية من خلال عملائها سلمان وروحاني وأردوغان لإسقاطها بيد الحوثيين لعدة أسباب منها:
1- إن مأرب منطقة نفطية ستدر أموالاً هائلة على الحوثيين لتكون دعما ماليا كبيرا لهم في حكم شمال اليمن إلى جانب الرئة التي يتنفسون بها (ميناء الحديدة).
2- بسقوط مأرب يصبح شمال اليمن كله في أيديهم وتحت قبضتهم ومن ضمن مناطق سيطرتهم وإلا سيبقى شوكة في حلوقهم.
3- سقوطها بأيديهم سيرفع رصيدهم في الحل السياسي الشامل الذي ستفرضه أمريكا بالقوة على بريطانيا وعملائها إلى 50% أو أكثر خاصة وهي تحاول عن طريق اتفاق الرياض أن تدمج الشرعية والانتقالي في كيان واحد عن طريق السعودية لتقليص رصيدهم في الحل السياسي إلى 50% أو أقل من ذلك.
ولهذا فأمريكا توزع الأدوار بين عملائها الثلاثة الكبار لضمان سقوطها؛ فروحاني يمد الحوثيين بالتسليح والتخطيط والتدريب والتثقيف بالثقافة الطائفية، وسلمان يتظاهر أنه معهم (الإصلاح) ثم يخذلهم وقت الطلب إلى جانب ضرباته الخاطئة التي تصيبهم في مقتل، وأما الثعلب الماكر أردوغان فيقوم بخلخلة وتفكيك جبهاتهم المتراصة التي هي كالبنيان والتي يصعب على مليشيات الحوثي وحدها اختراقه أو هدمه، فعمل أردوغان هو استغلال ثقة الإصلاح المفرطة فيه في سحب بعض المقاتلين إلى ليبيا للقتال ضمن قوات تركيا إلى جانب حكومة الوفاق بحجة دعم إخوان ليبيا الذين يقاتلون إلى جانب عميل بريطانيا فايز السراج ضد عميل أمريكا خليفة حفتر ليسهل لأمريكا اختراق صفوف عملاء الإنجليز في ليبيا؛ السراج وحكومته.
وإذا تمت خلخلة الجبهات في مأرب يتم إرباكهم وفقدان بوصلتهم فتضعف جبهاتهم ثم تتفكك فيسهل على الحوثيين عند ذلك اقتحامها وإسقاطها ثم يقومون بالعبث بدماء أبنائها والسطو على ممتلكاتهم وتفجير منازلهم لإلقاء الرعب في قلوب أهلها.
فأردوغان تظاهر أنه صديق لأهل الشام ولثورتهم المباركة، وقد كان الثوار يسيطرون على 70% من أرض سوريا - مع الفارق الكبير بين أهل الشام وبين عملاء الإنجليز في مأرب، ففي مأرب حزب الإصلاح عملاء للإنجليز علمانيون -، فلما تمكن من قياداتهم وأصبح يقود فصائلهم جرّهم إلى المفاوضات والتنازلات وفتح الطرقات والاعتماد على أعدائهم في الحل السياسي فتخلوا عن ثوابت الثورة وصدقوا كذبه ففقدوا سوريا كلها فعادت السيطرة من جديد للمجرم بشار بدعم العملاء وأسيادهم الكفار. وعند سقوط حلب سحب المقاتلين منها إلى جبهات أخرى فسهل على النظام السوري وإيران وروسيا إسقاطها وسفكوا دماء أهلها وفعلوا الموبقات فيها. وكذلك في عملية غصن الزيتون فقد سحب أردوغان 25000 مقاتل إلى جبهات أخرى فسقطت الغوطة كلها بيد النظام المجرم بسهولة ويسر، وهو اليوم يسعى لكي يستنسخ تلك العمليات الإجرامية في مأرب مع الفارق أنه لن يرسل جيشاً تركيّاً إليها بل يعتمد على سحب المقاتلين حتى يتمكن الحوثيون من إسقاطها فترضى عنه سيدته أمريكا! فهو يبحث عن رضاها ولا يبحث عن رضا الله تعالى! فقد حقق ما تريده أمريكا في سوريا، وها هو اليوم يسعى لتحقيق أجندتها في ليبيا بدعم حفتر ليتمكن من دخول طرابلس ولكنه لا يتظاهر بذلك بل أعلن أنه مع حكومة السراج ليخدعهم كما خدع ثوار الشام، وكما يسعى إلى خداع حكومة السراج أنه معها في قتال حفتر حتى إذا تمكن من إحراز بعض الانتصارات لتوليد الثقة في نفوسهم ليقبلوا بالحل السياسي الأمريكي فيحقق لحفتر سياسيا ما عجز عن تحقيقه عسكريا. وكذلك سيعمل جاهدا في سحب المقاتلين من مأرب للقتال في ليبيا بدل أن يذهب بهم وبالجيش التركي لقتال يهود في فلسطين وتحريرها من دنسهم.
يا أهل اليمن: لن يخرجكم من الضنك الذي أنتم فيه إلا تمسككم بحبل الله وحده وقطع جميع الحبال الأخرى، والتمسك بالإسلام وحده نظاماً للحياة ونبذ ما سواه، والسعي مع إخوانكم شباب حزب التحرير لإقامة شرع ربكم؛ وذلك بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستحل جميع مشاكل المسلمين والعالم بأسره حلا صحيحا يوافق الفطرة ويقنع العقل فيملأ القلب طمأنينة والعقل قناعة.
فاعملوا معنا لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة واتخذوا حزب التحرير قائدا لكم فقد أثبت أنه الرائد الذي لا يكذب أهله، وهو المنقذ الذي يمتلك مشروع الإسلام الحقيقي الذي تنهض به الأمة من جديد، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
رأيك في الموضوع