قالت السلطات السودانية يوم الثلاثاء ٢٦/٥/٢٠٢٠م إن مطار الخرطوم الدولي لم يستقبل طائرة لكيان يهود، وذلك رداً على تقارير إعلامية بهذا الخصوص، وصرح الناطق باسم مطار الخرطوم الدولي محمد المهدي عبدون لوكالة الأناضول قائلاً: "لم تهبط أي طائرة (إسرائيلية) بمطار الخرطوم" مضيفاً أن المطار ليس لديه أي رحلات طيران مجدولة أو عارضة بمطار الخرطوم الدولي، وفي وقت سابق من نهار الثلاثاء ٢٦/٥/٢٠٢٠م نقلت صحيفة (دنيا الوطن) الفلسطينية عن وسائل إعلام في كيان يهود أن شمعون آران ذكر أن طائرة لكيان يهود خاصة طراز n84up هبطت في العاصمة السودانية، وكذلك ذكرت صحيفة القدس العربي أن محرر الشؤون العربية في إذاعة الكيان شمعون آران قال إن طائرة لكيان يهود خاصة حطت في مطار الخرطوم، وغرد شمعون آران على حسابه بتويتر "طائرة (إسرائيلية) خاصة حطت قبل قليل في مطار الخرطوم". كما كتب الصحفي في صحيفة يديعوت أحرنوت اتياي بلومتيال أن الطائرة كانت من طراز n84up. فيما أكد أحد المصادر الموثوقة أنه (شاهدها وهي قابعة في المدرج)، ونفى الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية عميد ركن عامر محمد الحسن خبر وصول طائرة تابعة ليهود إلى الخرطوم. وعطفاً على العلاقات الأخيرة بين الخرطوم وتل أبيب فإن الخبر صحيح ولكن الحكومة السودانية تستحي، لماذا؟ اللهم إلا لشيء في نفسها.
السؤال لماذا تتكتم الحكومة السودانية وتحجب الحقائق عن الناس وتدلس وتكذب عليهم؟ ولكن ينكشف الأمر سريعاً بواسطة وسائل الإعلام العبرية، منذ اللقاء الأول في عنتيبي الأوغندية والتي كانت بتعليمات من وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو عبر مكالمة هاتفية يوم الأحد ٢/٢/٢٠٢٠م ليهرول البرهان مسرعاً ويلتقي بنتنياهو يوم ٣/٢/٢٠٢٠م، ذلك اللقاء العار تكتمت عليه وسائل الإعلام السودانية وأوردته وسائل الإعلام العبرية ومكتب نتنياهو وبعده لأول مرة حلقت طائرة تابعة لكيان يهود على نحو رسمي فوق الأجواء السودانية وذلك في شهر شباط/فبراير ٢٠٢٠م.
وكذلك الحال عندما تفاجأ الرأي العام السوداني ببيان على صفحة نتنياهو في الفيسبوك حيث قال نتنياهو في اجتماع حكومته الأسبوعي: "تحدثت هاتفياً خلال اليومين الأخيرين مع رئيسي السودان وتشاد وتحدثت معهما عن مواصلة تعزيز علاقات بلديهما مع (إسرائيل)"، فلم النفي إذن؟! والعلاقات سمن على عسل بين الطرفين، وإن كانت الحكومة السودانية تستحيي من خيانتها العظمى، فها هو نتنياهو يتباهى ويفتخر بل ويعرضه على حكومته باعتباره إنجازاً يحسب له، فلماذا تنفي الحكومة السودانية، وهي التي خانت من قبل الله ورسوله والمسلمين، والله قد حذرنا من ذلك إذ يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾. تعودنا من حكومات السودان المتعاقبة على الخيانة والعمالة والارتزاق، وليس منا ببعيد النظام البائد وفصله لجنوب السودان وقيام دولة ذات صبغة نصرانية في الجنوب. أما حكومة الثورة فقد أدخلت السودان في ورطة كبرى بين فك أمريكا وربيبها كيان يهود من جهة وأوروبا ورائدتها بريطانيا من جهة أخرى.
كلما قام أحد مكونات السلطة الانتقالية العسكري أو المدني بخطوة يفاجئنا المكون الآخر بخطوة أسرع من تلك! وهكذا صرنا ندور في فلك مظلم.
أما قضية فلسطين فهي قضية الأمة الإسلامية جمعاء وهي أرض إسلامية وبها أولى القبلتين اغتصبها كيان يهود بعد أن هدمت دولة الخلافة وأقاموا كيانهم المسخ وغرسوا خنجرهم المسموم في جسد الأمة، فمهما حاول الحكام العملاء التقرب زلفى وتقديم فروض الطاعة والولاء لن يستطيعوا تغيير واقع كيان يهود في نفوس المسلمين، فالقضية عقدية ومن صميم دين الإسلام، وحكام المسلمين باعوا قضية فلسطين بثمن بخس لاعتبارات المصلحة، ولا مصلحة يجنونها سوى السراب. ففلسطين لن تحرر في ظل الدول الكرتونية المصطنعة بل تحررها دولة الخلافة الراشدة القائمة قريباً بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع