قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام أعضاء التحالف الدولي "سيتم الإعلان الأسبوع المقبل بأننا سيطرنا رسمياً على مئة في المئة من أرض الخلافة". (بي بي سي).
يتبجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على أراضي الخلافة المزعومة، وكان ذلك أمام ممثلين لأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وبحضور مسلمين وعرب يمثلون عددا من بلاد المسلمين، لكنهم لم يطأطئوا رؤوسهم خجلاً من نذالتهم أمام عدو الأمة، عدو الإسلام والمسلمين، ولا حياءً من تآمرهم معه في الحرب على بلاد المسلمين، بل وصل بهم الحد في النذالة والخيانة والتآمر أن يفخروا ويتباهوا بمشاركتهم ذلك العدو في تلك الحرب، فقد ساقهم إلى التحالف سَوقَ النعاج إلى الذبح، وساقهم إلى عاصمة الكفر واشنطن ليملأ ماضِغَيه فخراً أمامهم، كالجبان الذي يتباهى بقتل دودة أو حشرة صغيرة...
نعم يتبجح ترامب أمام ذلك الجمع الذين شاهت وجوههم، ولكن بم يتبجح؟ إنه يتبجح بالسيطرة على أكثر الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، ويَعِدُ بالسيطرة بنسبة مئة في المئة على تلك الأراضي.. ولكن أراضي من؟ أراضي تنظيم أعلن خلافة مزعومة... فيا للعجب!!
ترامب يعلم، كما يعلم الجميع، أنه يتحدث عن مجرد تنظيم، ويعلم هو ويعلم الجميع أنه لم يكن دولة، ولم يكن يملك مقومات الدولة.. فضلاً عن أن يكون دولة كبرى بحجم دولة خلافة حقيقية تدوّي سمعتها في الآفاق، وتبسط نفوذها في القارات، يرهبها القاصي والداني.. ويطمع في عدلها عامة الناس، ويلوذ بقوتها ملوك الأرض يحتمون بسلطانها وهيبتها، كما فعلت فرنسا، فخاطبت خليفة المسلمين لاستنقاذ ملكها المأسور..
أمثالك يا ترامب يلثمون أعتاب الخلافة الحقيقية لو كانت موجودة، ولكنك تعلم - كما نعلم - أنك لم تفعل ما فعلت في أفغانستان والعراق وسوريا إلا خوفاً من الخلافة الحقيقية، فعلت وما زلت تفعل، وأنت تصرح بمثل هذا التصريح أمام شرذمة من السفهاء يقتاتون على فتات الرويبضات، الذين يسترضون العلوج أمثالك للحفاظ على كراسيهم المعوجّة قوائمها...
ولكنك ما أطلقت تلك التصريحات إلا لتشويه صورة الإسلام، وتشويه الخلافة الحقيقية والتقليل من شأنها، وتضليل المسلمين، محاولاً الإمعان في إذلالهم وإخضاعهم، لتصرفهم عما اتخذوه قضية مصيرية لهم من إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، أنت تعلم هذا كما نعلمه نحن علم اليقين، ولكنك لم تجد في الحضور أمامك - من ممثلي البلاد الإسلامية التي شاركتك تحالفك القذر - لم تجد فيهم رجلاً واحداً.. بل كلهم باعوا أنفسهم للشياطين من أمثالك ومن أمثال الحكام الرويبضات في بلادنا، فقدوا الشهامة والنخوة والرجولة من أجل ساقطٍ من المتاع ليبقوا في مناصبهم الزائلة لا محالة.. وهيهات هيهات - يا ترامب - أن تنجح في تشويه صورة الإسلام وصورة الخلافة.. فرغم الآلة الإعلامية المسخّرة لأكاذيبكم وتضليلاتكم، ورغم جيوشكم الجرّارة، ورغم كثرة عملائكم في بلادنا، ورغم التقتيل والتعذيب والتشريد الذي تقومون به في بلادنا؛ رغم كل ذلك فإنكم ترون الأمة الإسلامية تسعى سعياً حثيثاً لإقامة الخلافة الحقيقية، التي هي على منهاج النبوة، فاتخذتها قضية مصيرية لها، فوالله الذي لا إله إلا هو إن الأمة الإسلامية لتمتد يدها إلى رِتاج باب الخلافة لتعلنها خلافة راشدة على منهاج النبوة تحمل الإسلام رسالة إلى العالمين، وتحمل الويل والثبور لأمثالك ممن يتبجحون ويتطاولون على الخلافة وعلى الإسلام والمسلمين.
وليتك من العقلاء لتعي التاريخ وتعتبر مما حدث لأقرانك لما رفضوا أن يدفعوا الجزية لدولة الخلافة. ولا تقولَنَّ إنك وبلدك أمريكا لستم كأولئك، ولا تغرَّنك قوتك وقوة بلدك.. فلا شك أنّ بلدك قد جرّب قتال أفراد وتنظيمات من المسلمين فولّيتم هاربين.. مع أنكم لم تواجهوا جيشاً مسلماً حقيقياً من جيوش دولة الخلافة الحقيقية، فكيف بكم لو واجهتموه... دعنا نذكرك إذن بالمعاهدة التي وقّعتموها مع والي الجزائر قبل حوالي قرنين من الزمان، وكيف دفعتم الفداء لتطلق دولة الخلافة سُفُنَكم وجنودكم الذين على متنها... أونسيتَ هذا يا من يتغافل عن التاريخ وحقائقه، ويعمي بصره عن حقيقة الإسلام وحقيقة المسلمين، فأنتم تعلمون أن المسلمين لا يُغلَبون، وإن خسروا معركةً فلا يخسرون الحرب، ولا ييأسون من نيل مبتغاهم من عدوهم.. ألا يكفي - يا ترامب - أن المسلمين يحبّون الموتَ في سبيل الله كما تحبُّ أنت وجندُك الحياة؟ فإن كنت قد نسيت فاسأل أرشيف وزارة الدفاع عندك عن عدد القتلى من جنودكم في بلادنا.. واسأل وزارة الصحة عندك عن عدد الجرحى والمصابين.. واسأل المَصَحّات العقلية والنفسية عن عدد المرضى النفسانيين من جندك الذين استطعت أن تنجو بهم من أتون الموت في أفغانستان والعراق.. فهربْتم بهم قبل أن ينكشف كذبكم وخداعكم لشعبكم.. مع أنكم لم تواجهوا جيشاً حقيقياً من جيوش دولة الخلافة الحقيقية.. فكيف بك وبجندك لو واجهتم مثله؟... لا شكّ أن مصيرك سيكون أسوأ من مصير جدك هرقل وجحافل جنوده وجيوشه...
إن الخلافة على منهاج النبوة - يا ترامب - لن تترك لك أدنى فرصة لتأتي بجيوشك إلى أراضي المسلمين، بل سترى جيوشها في عقر دارك - إن بقي لك عقر دار، وإن لم تفعل كما فعل جدك هرقل - ولن تتمكن دولتك بما أوتيت من قوة، وبما لديها من تقدم تقني، وأقمار صناعية، وأجهزة رصد؛ لن تتمكّن من الحيلولة دون أن تمسك دولة الخلافة بحلقومك، وحينها لن يبقى لك لسان تتبجح وتتطاول به على الخلافة، وتتمنى أن لو لم تكن قد خلقت.. نعم، لو كانت الخلافة حقيقية لما تجرأ أمثالك على التطاول عليها للنيل منها والتقليل من شأنها ومن شأن الأمة الإسلامية.. فضلاً عن أن تحاربها وتتفاخر بالسيطرة على أراضيها... فصبراً ثم صبراً.. فبيننا وبينك وعد الله، ولن يخلف الله وعده.
رأيك في الموضوع