لقد فرض الله سبحانه وتعالى الحج على كل مسلم بالغ عاقل قادر مرة في العمر، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾، وجعله ركناً من أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها، ولذلك يحرص كل مسلم على أن يوفّر القدرة والاستطاعة لأداء هذه الفريضة، وأن يحاول أداءها في أول فرصة تتوافر لديه فيها القدرة والاستطاعة، لكنّ البلاء الكبير الذي ابتلي به المسلمون من فقدان دولة الخلافة، وتمزيق بلاد المسلمين
منذ أن بعث الله سبحانه وتعالى محمداً ﷺ برسالة الإسلام والصراع بين الإسلام والكفر على أشده، وقد بدأ صراعاً فكرياً بحتاً مدة ثلاثة عشر عاماً في مكة، وإنه وإن كان صراعاً فكرياً لكنه كان عنيفاً، إذ لم يترك الكفار أسلوباً من أساليب المقاومة والصد لهذا الفكر الجديد إلا اتخذوه، حتى تحقق الانتصار الفكري
ليس عجيباً أن يختصّ الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بهذا الشهر الفضيل من دون الأمم، فهي أمة الخير، خير أمة أخرجت للناس بإيمانها بالله وحده لا شريك له، وبأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، فلا غرو أن اختصها الحكيم الخبير بشهر تُضاعف فيه الأجور.
من المعلوم في أصول الفقه أن الحقائق ثلاث: شرعية وعرفية ولغوية، فحين البحث في معنى أي لفظ ورد في نصوص الشرع لا بد من بحث موضوع الحقائق، فينظر الفقيه في معنى اللفظ، فإن وجد له معنى شرعياً أخذ به، وإن لم يكن للفظ معنى شرعي بحث له عن معنى عرفي، فإن لم يوجد، بحث عن معناه في لغة العرب بما يناسب سياقَه الوارد فيه.
إنها دولة الخلافة التي جمعت المسلمين في كيان سياسي واحد، وجعلتهم يتنسمون عبق العزة والكرامة، يقودون العالم فيها بالعدل والرحمة، عاشوا فيها كما عاش معهم غيرهم في الهناءة ورخاء العيش بشكل لم يشهد له تاريخ البشرية مثيلاً.
نعم إنها هي.. التي تحطمت الآمال بهدمها، وسِيمَ المسلمون وغيرهم صنوف الذلة والهوان، وذاقوا أنواع الفقر والشقاء.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام أعضاء التحالف الدولي "سيتم الإعلان الأسبوع المقبل بأننا سيطرنا رسمياً على مئة في المئة من أرض الخلافة". (بي بي سي).
يتبجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على أراضي الخلافة المزعومة، وكان ذلك أمام ممثلين لأعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وبحضور مسلمين وعرب يمثلون عددا من بلاد المسلمين، لكنهم لم يطأطئوا رؤوسهم خجلاً من نذالتهم أمام عدو الأمة، عدو الإسلام والمسلمين،
يتوجه المسلمون في مثل هذا الموسم من كل عام إلى المشاعر المقدسة رغم الحدود والقيود والسدود... فمن شاء الله سبحانه له الحج توجه بقلبه وجسده، ومن لم يكتب له الحج توجّه بقلبه، ولسانه يلهج بالدعاء... إنه الحج؛ مظهر بارز من مظاهر وحدة المسلمين، مهما حاول الكفار المستعمرون وأتباعهم من حكام بلاد المسلمين أن يفقدوه مضمونه، ومهما أمعنوا في تمزيق الأمة...
لم يُرَ عند أمة من الأمم مظهر يوحّد أبناءها على اختلاف ألوانهم وطبقاتهم وأصولهم كما هو عند المسلمين، ومع كثرة مظاهر الوحدة عند المسلمين يبرز هذه الأيام مظهران مهمان: الحج، وعيد الأضحى.
يُحيي الإعلام الموجَّه في بلاد المسلمين ذكريات ومناسبات كثيرةً، منها السعيد ومنها الحزين، وتتفاوت في أهميتها
ما زال التاريخ يسطّر بمداد من ذهب السيرة العطرة لأولئك الرجال الأبطال الذين خاضوا معركة الكرامة من أبناء الجيش الأردني والفدائيين وسكان منطقة الكرامة وما حولها، أولئك الصناديد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
إننا نستذكر - في هذه الأيام التي سُوّدت صفحاتها بالخيانات والتآمر
طالعتنا صحيفة الاتحاد الإماراتية - كعادتها - صباح الجمعة 27/10/2017 بهجوم على الإسلام، وعلى مفهوم الخلافة فيه، تولّى كِبْرَه محمد ولد المنى في عرضه لكتاب المستشار الديني في ديوان محمد بن زايد، د. فاروق حمادة الذي كان بعنوان: "مفهوم الخلافة الإسلامية.. جدلية النموذج بين الماضي والحاضر".
يقول كاتب المقال في آخر مقاله: "وهكذا فالخلافة، بمعنى الحكم وطرق توليه والدولة
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني