(مترجم)
الصواريخ والتجارة باتت مواضيع ساخنة بين أمريكا والصين، والعالم يترقب لمشاهدة ما سيحدث عندما استضافترامب الرئيس الصيني (شي جين) في القمة التي ستستمر يومي السادس والسابع من نيسان/أبريل الجاري. قبل انتخابه أصر ترامب على أن الصين عدو لهم. وقال المسؤول الرسمي للعسكرية الصينية في يوم انتخاب ترامب
بأن اندلاع الحرب في عهد إدارة ترامب "لم تعد مجرد شعارات فارغة، وإنما أصبحت احتمالا حقيقيا".
لاحقا قامت العسكرية الصينية بتسريب صور لأحدث الصواريخ الباليستية للصين وهي "دونغ فينغ 41"، والتي تم نشرها في شمال شرق مقاطعة (هيلونغ جيانغ) بالقرب من الحدود مع روسيا. مع ذلك نقلت سبوتنيك قول المتحدث باسم الكرملين (دمتري بيسكوف) في 24 كانون الثاني/يناير حيث قال: "بالتأكيد أي عمل يهدف إلى تطوير القوات المسلحة الصينية لا ينظر إليه على أنه يشكل تهديدا لبلادنا"، وهذا يفرض السؤال: إذا لم تكن روسيا فأي البلاد ينبغي أن تشعر بالتهديد؟
اتهم ترامب الصين بتخفيض قيمة عملتها لإغراق أمريكا بالبضائع الرخيصة، وهدد بتغيير ما كان يسمى "سياسة الصين الواحدة" من خلال الدخول في علاقات مع تايوان، مما أحدث اضطرابا في منطقة بحر الصين الجنوبي، وقد قال ريكس تيلرسون خلال جلسات تثبيته كوزير خارجية: "نحن مضطرون لإرسال إشارة واضحة للصين لأنهم يأخذون أراضي ويسيطرون عليها وليس للصين حق فيها".
وردا على اختبار القذائف الذي قامت به كوريا الشمالية، وافقت أمريكا على نشر النظام المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية مما أغضب الصين. ورداً على ذلك فرضت الصين عقوبات اقتصادية على شركات كوريا الجنوبية والتي أدانها وزير الخارجية ريكس تيلرسون أثناء وجوده في الصين الشهر الماضي قائلا: "إن الانتقام الاقتصادي ضد كوريا الجنوبية غير ملائم ومثير للقلق". وبعد تجارب قذائف الصواريخ التي قامت بها كوريا الشمالية في آذار/مارس قال ترامب محذرا: "أعرف بالضبط ما يجري بين الصين وكوريا الشمالية"، وكانت أمريكا تستخدم باستمرار قضية كوريا الشمالية لتهديد الصين، وفي يوم الأحد قبل انعقاد القمة حذر ترامب من أن بلاده مستعدة لاتخاذ إجراءات من جانب واحد إذا لزم الأمر قائلاً: "إن الصين إما أن تقرر مساعدتنا في كوريا الشمالية وإما أن لا تفعل". ازداد التوتر قبل يوم من انعقاد القمة عندما قامت كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ آخر في البحر.
ومع ذلك، اختتمت القمة بعبارات ودية عن الاحترام والتفاهم المتبادلين، بما في ذلك المصالح المشتركة كما وصفها الوزير الأمريكي (ستيفن منوشن) بقوله: "هناك ضرورة للوصول إلى بيئة تجارية أكثر توازناً". وعلاوة على ذلك قال رئيس وزراء كوريا الجنوبية (هوانغ كيو آهن) إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب صباح اليوم التالي لانتهاء القمة حيث قال: "الرئيس ترامب قال بأنه عقد مناقشات متعمقة مع الرئيس شي حول خطورة المشكلة النووية لكوريا الشمالية وكيفية الرد عليها، وقال إنه نقل الموقف الأمريكي إلى نشر منظومة الدفاع الصاروخية "ثاد"، إلا أن كلمات الثناء المتبادلة لم تدعمها أي اتفاقية محددة مما يشير إلى فشل القمة دبلوماسيا.
كان ضرب أمريكا لسوريا بالقذائف خلال عشاء ترامب مع نظيره الصيني تحذيرا واضحا لاستعداد أمريكا لاستخدام القوة ضد أي دولة تهدد مصالحها. مع ذلك قد لا تكون أمريكا هي صاحبة اليد العليا. وكان الرئيس الصيني قد توقف بشكل مفاجئ في ألاسكا في طريق عودته إلى بلاده بعد القمة وذلك للقاء حاكم الولاية وتزويد طائرته بالوقود، وذلك يعتبر أمرا غريبا. الرحلات التجارية بين الصين أمريكا لا تتوقف في معظم الأحيان، وبما أن ألاسكا هي ولاية أمريكية، فمن الغريب أن يقوم زعيم العالم بزيارة حاكم ولاية. ربما كان الرئيس الصيني يرسل رسائله الخاصة: أولا إذا كان ترامب يعتبر تايوان دولة مستقلة فإن الصين تعلم كيف تستعيد المبادرة. ثانيا إن ترامب قام بضربات صاروخية ضد دولة ذات سيادة دون دعم من القانون الدولي وذلك ليعرض قوته أمام الصين، من جهة أخرى فإن توقف رئيس الصين في ألاسكا كان تحذيرا من أن الصواريخ النووية الصينية في إقليمها الشمالي الشرقي يمكن أن تصل إلى أمريكا عبر التحليق شمالي شرق الدائرة القطبية الشمالية وألاسكا. وسوف نعلم من سينتصر في نهاية هذه المواجهة بتتبع ما سيحدث للنظام المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية، وما هي التنازلات التي ستقدمها الصين لأمريكا لعدم الانتشار.
رأيك في الموضوع