انعقدت القمة العربية في نواكشوط في موريتانيا بعد أن أُجّلت من آذار/مارس إلى نيسان/أبريل، ومن ثم إلى تموز/يوليو وذلك لرفض المغرب انعقادها فيه، ومن ثم انتقلت لموريتانيا. كما أن اجتماعها لم يستمر لأكثر من يوم واحد، وذلك بسبب الحضور الضعيف، حيث حضر الاجتماع سبعة من زعماء العرب، من أصل اثنين وعشرين زعيما. فكان تتويجاً لما وصلت إليه هذه الجامعة من فشل.
وقد أكد المؤتمرون في البيان الختامي على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى تكريس الجهود كافة، في سبيل حل عادل وشامل ودائم، يستند إلى مبادرة السلام العربية، ومبادئ مدريد، وقواعد القانون الدولي، والقرارات الأممية ذات الصلة. كما رحبوا بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى مؤتمر دولي للسلام.
إن هذه المنظمة ولدت منذ أن كان يهود عبارة عن عصابات، يقتلون أبناء فلسطين، فعايشت ميلاد ما يسمى بدويلة يهود، والهزائم المتكررة التي مني بها حكام العرب في حروبهم الصورية ضد كيان يهود، كما باركت كل التنازلات التي قدمت لكيان يهود على حساب أهل فلسطين، بل إن أعضاء هذه المنظمة المحيطة بكيان يهود هم الذين يسهرون على حراسته، وها هي الآن تقدم لنا أنموذجاً من الخزي والعار، بأن تجعل حل قضيتهم المركزية في أيدي عدوهم.
ما هكذا تورد الإبل يا سعد! فبدلاً من أن يعتمدوا الحل الذي أوجبه رب العالمين، ورفع راية الجهاد في سبيل الله، وتجييش الجيوش لتحقيق ذلك، بدلاً من ذلك كله جعلوا من محاربة الإسلام الهدف الحقيقي لتجميع جيوشهم - إن قدر لها أن تجتمع - فها هو الفريق محمود حجازي في اجتماع رؤساء أركان الدول العربية يصرح بأن القوة المشتركة هدفها هو محاربة الإرهاب (الإسلام)، وليست موجهة ضد أحد! أي ليست موجهة ضد يهود!
إن القضية الفلسطينية ليست قضية أهل فلسطين لوحدهم، ولا قضية العرب، إنما هي قضية المسلمين، فأرض فلسطين أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، أرض رواها المسلمون، وخلفها يقبع مليار وأكثر من خمسمائة مليون مسلم يتحرقون شوقاً لنيل الشهادة من أجل هذه الأرض، ولكن هذه المنظمة والقائمين عليها من الحكام العرب هم من يحولون دون تحقيق ذلك.
أما ما ذكروه في حق سوريا وأهلها وليبيا واليمن والعراق فإنه من باب ذر الرماد في العيون. فهم أعجز من أن يقدموا شيئاً، بل جعلوا من أنفسهم أداة في يد الكافر المستعمر لتحقيق مطامعه، وضرب أهل المنطقة وتقسيم بلادنا. وذلك ليحولوا بين المسلمين وعودة الإسلام إلى الحياة السياسية وأخذ زمام المبادرة، ولكن أنى لهم ذلك فإن وعد الله آت لا محالة، وإنا والله لنراه رأي العين. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
رأيك في الموضوع