أكد الرئيس المصري دعمه جهود مشيخة الأزهر في «تصويب الخطاب الديني»، مؤكدا على أهمية الاستمرار في مكافحة دعوات التطرف، خلال اجتماع مع شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي «عرض ما يقوم به الأزهر الشريف من جهود لتصويب الخطاب الديني وتصحيح صورة الإسلام وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة»، مستعرضا الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف على الصعيد الدولي لتقديم المبادئ الصحيحة للإسلام وإيضاح حقيقته السمحة ونبذه (للإرهاب) ولجميع أشكال العنف والتطرف، مؤكداً أن الأزهر الشريف سيظل يمثل دائماً منبراً للإسلام المعتدل بوسطيته وسماحته، ولن يدخر جهداً في الدفاع عن الإسلام.
الأزهر قلعة العلم في أرض الكنانة ومنبر فعلي للدفاع عن الإسلام، هكذا كان، وكان شيوخه وعلماؤه رجالا لا يخشون في الله لومة لائم، فرأينا العز بن عبد السلام سلطان العلماء وبائع الأمراء، وكيف كان خطابه للحكام خطاباً عزيزاً لا يخشى إلا الله، ورأينا كيف كان الأزهر نقطة انطلاق لمقاومة حملة نابليون الصليبية، حتى دخلوه بالخيول وربطوها بقبلته بعد استسلام الثوار تحت وطأة الضرب الشديد كما يروي الجبرتي، ثم أدرك الإنجليز مكانة الأزهر عند المسلمين عامة وأهل مصر خاصة، فعملوا بخبثهم المعهود على أن يكون حربة في يدهم توجه نحو أفكار الأمة وعقيدتها، ساعدهم على ذلك عملاؤهم من أبناء مصر! فرأينا محمد عبده والأفغاني وعلي عبد الرازق وغيرهم ممن ساهموا في إدخال الكثير من أفكار الغرب إلى عقول أهل الكنانة بل وإلصاقها بالإسلام، وهكذا تحول الأزهر ودوره من حصن ودرع للإسلام إلى حربة تطعن الأمة في عقيدتها وتعمل على تركيع الأمة لعدوها وعملائه من حكام الكنانة، فصار من ينتسبون إلى الأزهر ويُدعون بعلمائه يتبنون أفكار الغرب ومفاهيمه ووجهة نظره في الحياة ويخاطبون الناس على أساسها، محاولين إبعادهم عن كل ما يحرك فيهم نزعة التحرر والانعتاق من تبعية الغرب، أو ما يضعهم على الطريق الصحيح نحو التغيير والنهضة بالأمة، فرأيناهم يضفون الشرعية على الأنظمة التي تحكم بلادنا مطالبين الناس بالصبر عليها وعلى فسادها وظلمها وجورها واعتبار كل من يعارضها أو يطالب بتغييرها من الخوارج واستحلال قتلهم واعتقالهم والتنكيل بهم بل وحتى اغتصاب نسائهم. وما حدث في مصر ما بعد الانقلاب معلوم للجميع فأعمالهم تأفَّف منها مشركو قريش وخافوا أن تعيرهم بها العرب، أما هؤلاء ومن لف لفيفهم فلا مروءة ولا نخوة لديهم، بل هم مثال متجسد في أبشع صوره لحقد الغرب وأفكاره على الإسلام وأهله.
أيها المسلمون عامة وأهل الكنانة خاصة! إن حكامكم لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة بل يسعون لذبحكم قربةً لسادتهم في الغرب الكافر، وفوق هذا يضعون جيشكم ومقدراتكم ودماءكم في خدمة أمريكا من أجل حماية نفوذها في الشام وتوسيعه في ليبيا بدعوى الحرب على (الإرهاب)؛ تلك النغمة النشاز التي يتشدق بها كل من يحارب الإسلام ويقتل المسلمين الثائرين، فها هم أبناء الكنانة يرسلهم حاكم مصر شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ويزج بهم في صراعات ليس للأمة فيها ناقة ولا جمل بل هي في مجملها صراعات نفوذ لدول الغرب التي تتصارع على ثرواتنا، فمن ليبيا التي يدعم فيها حفتر خدمة لمصالح أمريكا على حساب بريطانيا وأوروبا، إلى سوريا التي أرسل جنوده لوأد ثورة الأمة فيها والحيلولة دون انعتاقها من التبعية لأمريكا وإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي تهدد كل نفوذ الغرب في بلادنا، فأوعزت أمريكا إلى عملائها الواحد تلو الآخر لمحاولة وأدها وحرفها عن مسارها، كلما فشل عميل أوكلت آخر حتى يسقطوا جميعا بإذن الله عما قريب أمام أهل الشام المخلصين الواعين الذين خرجوا من يومهم الأول معلنين أن ثورتهم لله ومن أجل تحكيم شرعه والانعتاق من تبعية الغرب وإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
يا أهل الكنانة! نعم إننا نحتاج إلى ثورة دينية، لكن ليس على طريقة السيسي ولا من جعل منهم علماء ومشايخ، وليس لمحاربة (الإرهاب والتطرف) بمفهوم الغرب الذي يعتبر الإسلام هو مصدر (الإرهاب)، ولكن على طريقة الإسلام التي ترضي الله ورسوله والتي تعيد الأزهر إلى أيام عزه أيام العز بن عبد السلام، نحتاج إلى ثورة تهدم كل أفكار الغرب وتنقي العقيدة وتنفي عنها خبث الغرب وأفكاره فتعود نقية غضة كما تركها لنا رسول الله e، إلا أن هذا لن يقوم به علماء تربوا في أحضان الغرب وأُشربوا أفكاره، بل يقوم به رجال ربانيون بحق؛ أفكارهم إسلامية خالصة لا يخشون في الله لومة لائم، وهؤلاء لن تجدهم بين زمرة المطبلين لأنظمة العهر التي تحكم بلاد الإسلام كلها وستجد جلهم مطروداً أو مطارداً أو معتقلاً من قبل هذه الأنظمة.
نحتاج إلى ثورة دينية تربط أهل الكنانة بأهل الشام كما كان في السابق بلا حدود بينهم وتجعل من جيش الكنانة نصيرا لهم لا نارا تصب عليهم دعما لأمريكا وعميلها الأسد، نحتاج إلى ثورة تربط أهل الكنانة بعقيدة الإسلام وتجعلهم يفكرون على أساسها فيرفضون كل خضوع وخنوع للغرب وعملائه الحكام وتجعلهم يدركون من يصدقهم القول ويحسن لهم النصح، ويحتضنون الفكرة النقية والمنهج الذي يغير حياتهم والذي يحمله لهم وفيهم حزب التحرير ويذكرهم به ليل نهار، آملا أن يصبح السلاح في يد جيش الكنانة موجهاً لعدوهم وعدو أمتهم لا موجهاً لصدور أهلهم في الكنانة وليبيا واليمن وسوريا...
فيا أهل الكنانة! الله الله في دينكم وأهليكم، قفوها لله وقفة مخلصة تكتب لكم عند الله والحقوا بركب ثورة الأمة في الشام، ولا يرهبنكم قولهم تهكماً عليكم (حتى لا نكون مثل سوريا)، فسوريا على طريق الانعتاق من التبعية، والموت في سبيل الله خير من حياة الذل التي تعيشها الكنانة، والبراميل المتفجرة والقصف أهون مما يذوقه أهل الكنانة من ويلات وويلات وما يعانونه من ضيق عيش في حياة كحياة العبيد، فقفوها لله عسى الله أن يكتب النصر على أيديكم وتكون العاقبة لكم وبكم، والله غالب على أمره وناصر جنده ولو كره الكافرون. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
بقلم: عبد الله عبد الرحمن
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
رأيك في الموضوع