إن الحق بَيِّن أبلج، قال رسول الله e: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ». والخطاب في هذا الحديث (صوموا... وأفطروا) هو لجميع المسلمين لا فرق بين تونسيّ ومغربي وجزائري وموريتاني ولا بين تونسيّ وإندونيسي أو تركي أو مصري... إنّ رؤيةَ أيّ مسلمٍ (يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدا رسول الله) يشهد هلالَ رمضان أو هلال شوال توجب شهادته على المسلمين جميعهم الصوم أو الإفطار، لا فرق بين بلد وبلد، ولا بين مسلم ومسلم، لأنّ من يرى الهلال من المسلمين حجة على من لم يره. فقد رُوي عن ابن عباس أنّه قال: «جاء أعرابي إلى النبي e فقال: رأيت الهلال، فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، قال: نعم، فنادى النبي e أن صوموا». وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «تراءى الناسُ الهلال، فأخبرتُ رسول الله e أَني رأيته، فصامه وأمر الناس بصيامه»، وليست شهادة مسلم في بلد أوْلى من شهادة مسلم في بلد آخر، ولا قيمة للتقسيمات والحدود التي أقامها الكفار في بلاد المسلمين.
أيها المسلمون: إن الحق أحق أن يتبع وأنتم تعرفونه، وهذه الدويلات الضرار لم يكفها أن عبثت بمصيركم فأسلمت بلادكم لعدوّكم، فها هي تمتدّ يدها للعبث بعبادتكم. هؤلاء أشباه حكّام تعاونوا على كلّ إثم وعملوا "بإخلاص" لتمزيق الأمّة الإسلاميّة وتفريقكم وإفساد حياتكم بل عبادتكم بتبعيّتهم للكافر المستعمر، وها أنتم ترونهم يبعدون الإسلام ويحيدون عن صريح أحكام الله تعالى ويسخّرون في ذلك علماء السلاطين يُفتونهم حسب الطّلب.
أيّها المسلمون: إنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وإنّ الواجب اليوم أن تكملوا عبادتكم لربّكم بجعل النّظام كلّه نظاما إسلاميّا تطبّقه خلافة راشدة على منهاج النّبوّة، تجمع شمل المسلمين في دولة واحدة وتوحد صومهم وفطرهم وشعائرهم، بها يعزّون في الدّنيا والآخرة.
رأيك في الموضوع