قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾ [غافر 47-48]
يصف الله عز وجل مشهداً من مشاهد يوم القيامة عندما يحكم الله بين العباد فيدخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة، فيجتمع أهل النار ويتخاصمون فيما بينهم؛ يقول الضعفاء، وهم الأتباع الذين كانوا ينفذون أمر رؤسائهم: لقد كنا تبعا لكم في الدنيا ننفذ لكم كل ما تطلبونه منا، دون تفكير بالحلال والحرام، فهل تملكون تخفيف العذاب عنا، بأخذكم نصيبنا من النار؟ فيرد عليهم رؤساؤهم: نحن جميعا في النار وهذا حكم الله فقد حكم بين العباد؛ من استحق النار دخلها ومن استحق الجنة دخلها.
إن هذا المشهد من مشاهد جهنم يجب أن يتصوره الناس في كل لحظة يقومون فيها بطاعة الحكام خلافا لأمر الله؛ هذا الجندي الذي يقف على حدود فلسطين ليحمي يهود من المتسللين، ويخدع نفسه بأنه يحمي المسلمين بهذا العمل لأن المتسلل غالبا ما يقتله يهود، أو يخدع نفسه بأنه ينفذ معاهدات الصلح والمواثيق التي وقعتها قيادته مع كيان يهود من باب طاعة ولي الأمر، ونسي أو تناسى هذا الجندي أن معاهدات الصلح هي معاهدات خيانية تغضب الله، وهي معاهدات باطلة لا تلزم المسلمين بشيء منها، وأنه يخفف عن الأعداء مؤونة الدفاع عن أنفسهم، فبدلا من أن يستنفر يهود جنودهم لحمايتهم يوكلون تلك المهمة لجيوش المسلمين المحيطة بهم. هذا الجندي سيأتي يوم القيامة ليجادل قادته في نار جهنم أن يأخذوا عنه نصيبا من العذاب المقرر له لأنه كان تبعا لهم، فيقولون له نحن كلنا في النار نستحق نفس العذاب.
وهذا الذي يجمع المعلومات عن المجاهدين أو من يسمونهم بالإرهابيين زورا وبهتانا، ويرسل تقاريره إلى مسؤوليه الذين يرسلونه بدورهم إلى الموساد، وينسقون عملياتهم مع العدو في التنكيل بالمسلمين لقاء مراكز ومناصب وأموال في البنوك.
كتب الوزير اليهودي السابق الجنرال إفرايم سنيه في هآرتس: "إن الآلاف من (الإسرائيليين) مدينون ببقائهم على قيد الحياة للجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية الأردنية، وعلى وجه الخصوص جهاز المخابرات العامة، لأن هذه الأجهزة تمكنت - على مدى عقود من الزمن - من إحباط محاولات التسلل التي قام بها أردنيون وفلسطينيون لتنفيذ عمليات في قلب (إسرائيل) والضفة الغربية، علاوة على أنها قدمت معلومات لـ(إسرائيل) كان لها دور حاسم في الحفاظ على أمن (الإسرائيليين)".
موظفو هذه الأجهزة سيتخاصمون مع رؤسائهم في النار طالبين منهم أن يأخذوا عنهم نصيبا من النار، فيقول الرؤساء إنهم جميعا يستحقون هذا المصير البائس.
وهذا الذي يعتقل حملة الدعوة إلى الإسلام ويلقي بهم في غياهب السجون سيجد نفسه في نار جهنم يخاصم أسياده الذين كان ينفذ أوامرهم لقاء لعاعة من الدنيا، طالبا منهم أن يأخذوا عنه نصيبا من العذاب فيقول له رؤساؤه نحن جميعا في النار.
لقد وصف الله الرؤساء بالمستكبرين الذين تكبروا على شرع الله ودينه، وجعلوا قوانينهم أعلى من قوانين الله وأنظمتهم البشرية أعلى من نظام الله.
دعوة للأتباع أن يثوروا على رؤسائهم وقادتهم في الدنيا قبل أن يدخلوا معهم جهنم في الآخرة، وأن يرفضوا الخضوع لهم في الدنيا، وأن يكون خضوعهم لله وحده حتى يتجنبوا هذا المصير الأسود.
بقلم: الأستاذة راية الإسلام
رأيك في الموضوع