السؤال الأول: نقلت وسائل إعلام كثيرة ما جرى في حلب في الأيام الأخيرة، من حرق لعلم الاستقلال، ومظاهرات حاشدة طالبت بالخلافة، تلاها اعتقال شابين من حزب التحرير من قبل القضاء الشرعي في حلب، هل لك أن تضعنا في صورة ما حدث؟
كانت البداية من خلال التسويق لرفع علم الانتداب الذي لم يعد له وجود يذكر في الثورة السورية، من خلال إطلاق حملة (ارفع علم ثورتك) بعد انقضاء السنة الرابعة لثورة الشام المباركة، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل بسبب خروج المسلمين في مظاهرة حاشدة بتاريخ 27/3/2015 رفعت راية النبي صلى الله عليه وسلم، وطالبت بالخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فأغاظهم هذا الموقف، ودفعهم للتآمر على الحزب، فدعوا إلى مظاهرة لرفع علم الانتداب بتاريخ 4/4/2015 ردا على المظاهرة التي رفعت راية النبي صلى الله عليه وسلم، وتم إنزال راية النبي صلى الله عليه وسلم من دوار السكري، فما كان من بعض الفصائل العسكرية إلا أن ردت بالمثل وأنزلت علم الانتداب، ورفعت راية النبي صلى الله عليه وسلم، وتعرض أحد المدافعين عن علم الانتداب للضرب، فألبست التهمة لشباب الحزب، الذي لم يدعُ لهذه المظاهرة ولم يشارك فيها، لا كحزب ولا كأفراد، فقام اتحاد ثوار حلب بالادعاء على شباب الحزب للقضاء الشرعي في حلب التابع لتجمع فاستقم، وهذا التجمع له علاقات وثيقة باتحاد ثوار حلب، حيث إن القائد العسكري في أحد ألوية التجمع هو عضو مجلس شورى في اتحاد ثوار حلب، والواضح في هذا الأمر أن المدعي والأمني والقاضي هم جهة واحدة، فهم الخصم والحكم، فقام هذا التجمع باعتقال شابين من شباب الحزب، والاعتداء عليهما بالضرب وتلفيق التهم لهما بزرع الفتنة وتكفير المسلمين.
السؤال الثاني: تحاول وسائل الإعلام أن تحصر الصراع على أنه صراع رايات، حتى إن بعض الصحف عنونت هذا الخبر بأنه صراع رايات في حلب، فما حقيقة الصراع؟
ما حدث ليس هو صراع رايات، وإنما هو صراع على مستقبل سوريا، والذي يريده أزلام الائتلاف العميل للغرب هو أن تكون سوريا دولة مدنية ديمقراطية تفصل الدين عن الحياة، بينما يريدها أهل الشام خلافة إسلامية على منهاج النبوة، تحكم بشرع الله سبحانه وتعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أُلبس الموضوع ثوب الصراع على الرايات، لتقزيم الصراع، وحصره في حزب التحرير تحديدا، كونه لا يتبنى الأعمال المادية، لتحييد الأمة عن هذا الصراع، ومن ثم تحييد الحزب عن الساحة ليتفردوا بنشر مشروعهم والتسويق له.
السؤال الثالث: الحزب يعمل في سوريا منذ عقود، وتعرض لكثير من التضييق من قبل نظام الأسد، وشارك في الثورة منذ بدايتها، برأيكم لماذا الآن بعد أربع سنوات من الثورة، كان هذا التهجم على الحزب؟
لا شك أن هذا الهجوم على الحزب في هذا التوقيت، هو لتمهيد الطريق لدخول الائتلاف إلى الداخل، وتسويقه كقيادة سياسية بديلة عن نظام المجرم بشار، فقد جاء هذا العمل بعد تحرير مدينة إدلب، وتصريح الحكومة المؤقتة بنقل مكاتبها إلى الداخل السوري.
رأيك في الموضوع