خاص بالراية: كوالا لامبور - ماليزيا
عقد حزب التحرير / ماليزيا يوم السبت 3/10/2015م – 19/12/1436هـ مؤتمرا حاشدا في العاصمة كوالا لامبور تحت عنوان "العمل سوية من أجل التغيير الجذري لتطبيق الشريعة بإقامة دولة الخلافة"، حضر المؤتمر العديد من الفعاليات بالإضافة إلى المشاركة الشعبية التي تضمنت وفودا قدمت من إندونيسيا وتايلاند وسنغافورة والهند وأفغانستان.
بعد الافتتاحية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، ألقى الأستاذ أبوحافظ، عضو اللجنة المركزية لحزب التحرير في ماليزيا، كلمة تعرض فيها للواقع المأساوي الذي تمر به الأمة في مخاضها لاستئناف الحياة الإسلامية بالعودة إلى شريعة ربها تحت ظل الخلافة على منهاج النبوة، في وجه مقاومة مستميتة من قبل أعداء الأمة وتصميمهم على إبقاء هيمنتهم عليها. وأوضح أن الهدف من المؤتمر هو تبيان السبيل القويم لكي تتحرر الأمة من القبضة الغربية فتتمكن من استئناف الحياة الإسلامية تحت ظل الخلافة.
ثم ألقى الأستاذ عمر حسين، عضو اللجنة المركزية لحزب التحرير في ماليزيا، كلمة أوضح فيها أن السبب الأساس وراء ضعف الأمة هو قيام الاستعمار الغربي بهدم دولة الخلافة ثم تقسيمها إلى كيانات هزيلة تحول دون وحدتها وقوتها فضلا عن كونها تثير الخصومات والنزاعات بين المسلمين أنفسهم، بينما يحتكم قادة المسلمين إلى الغرب للفصل في نزاعاتهم.
ثم ألقى الأستاذ عثمان بخاش، مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، كلمة تعرض فيها للدروس المستخلصة من الربيع العربي، ذكر فيها أن الغرب بعد هدمه دولة الخلافة عمل على تذويب الشخصية الإسلامية للمسلمين في ظل حكام عملوا على تعطيل الشريعة، وفرض نظم وقوانين مستوردة من الغرب، وفرض مناهج تعليمية وسياسات تروج لمفاهيم الحضارة الغربية، مع استنادهم إلى أجهزة قمعية للبطش بحملة الدعوة الساعين إلى استئناف الحياة الإسلامية. وذكر أن من أهم أسباب فشل الربيع العربي هو الهيمنة الغربية وإصرار الغرب على إبقاء هيمنته على المنطقة، مستشهدا بتصريحات عدد من قادة الغرب والشرق بأنهم لن يسمحوا بإقامة الخلافة التي تهدم الكيانات التي أوجدها الاستعمار الغربي، وتوحد شمل الأمة في كيان واحد من إندونيسيا إلى المغرب. وآخر هذه التصريحات دعوة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن يوم الثلاثاء (28/9/2015) حيث دعا فيها إلى تشكيل تحالف دولي يضم أمريكا وروسيا وأوروبا والصين وتركيا والسعودية وإيران والأردن يعمل على منع إقامة دولة الخلافة. فقادة الغرب بعد أن خشوا من تصدع هيمنتهم بعد انطلاقة ثورات الربيع العربي استنفروا كل طاقاتهم وحشدوا عملاءهم للعمل على إجهاض انتفاضة الربيع العربي، وصولا إلى دعم الانقلاب العسكري في مصر وتغطية القمع العسكري ضد ثورة الشام.
ومن أسباب فشل الربيع العربي عدم وجود قيادة مبدئية واعية للحراك الشعبي، تمتلك رؤية واعية لقيادة الصراع، مما مكن الدول الغربية من اختراق أوساط الحراك الشعبي وصولا إلى إجهاضه. ومع كل ذلك فإن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء فقد كشف الربيع العربي وفضح التآمر الغربي ضد الإسلام والمسلمين، كما كشف عن إفلاس وسقوط النخب العلمانية التي اتخذها الغرب أداة للترويج لمخططاته في المنطقة، وأن الأمة عازمة على التضحية بالغالي والنفيس للتخلص من الهيمنة الغربية وهي قادرة على إفشال المكر الغربي متى امتلكت الوعي على أحكام الإسلام في إحداث التغيير الجذري المراد.
بعد ذلك ألقى الدكتور محمد ملكاوي، وهو من حملة الدعوة البارزين في الأردن، كلمة ركز فيها على تفاصيل التآمر الغربي على الأمة الإسلامية. وبين أن الغرب يخشى من ظهور دولة الخلافة لأن ذلك يعني نهاية الاستعباد الرأسمالي للبشرية. وأعاد جذور الصراع بين دول الاستعمار الغربي والأمة الإسلامية إلى الصراع الأولي بين الحق والباطل منذ أن تمرد إبليس على أمر الله سبحانه، وسار على ذلك كل الحكام الطغاة في صراعهم مع الأنبياء والرسل، كما وقع الصراع بين قادة قريش والرسول r، وختم بأن محاولات الغرب اليوم في منع ظهور دولة الخلافة ليست إلا الخرطوشة الأخيرة في هذا الصراع الذي حسم مصيره الحق تعالى بأن الغلبة ستكون للمؤمنين الصادقين، ولو بعد حين.
ثم ألقى الأستاذ حفيظ عبد الرحمن، من حملة الدعوة البارزين في إندونيسيا،الكلمة الأخيرة التي شدد فيها على أن مؤتمر الخلافة في كوالا لامبور يأتي ليدل بوضوح وقوة أن الأمة الإسلامية قد عزمت على التحرر من قبضة الهيمنة الغربية، وأنها تغذ السير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة. وأنه ليس بعد مرحلة الحكم الجبري إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة كما بشر بذلك عبد الله ورسوله e.
وأكد أن شعب جزر الملايو الذي احتضن الإسلام بملء إراداته وتجذر حبه في شغاف قلوبهم منذ القرن الأول للإسلام، قادر على إعادة صرح الخلافة لتستنير بنورها البشرية اليوم. وختم بمناشدة المسلمين في ماليزيا أن يضموا جهودهم مع سائر إخوانهم المسلمين للفوز بمرضاة الله فيهدموا النظم الباطلة التي فرضها الاستعمار والتي عطلت الشريعة ويقيموا على أنقاضها دولة الخلافة التي فيها عزهم ووحدتهم.
وفي الختام ألقى الأستاذ عبد الحكيم، رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ماليزيا، كلمته التي أوضح فيها أن سبيل الأمة الوحيد لتتحرر من الهيمنة الغربية وتتغلب على ضعفها الحالي وتشرذمها يكمن في حصر جهودها كافة في إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة فيعودوا كما كانوا خير أمة أخرجت للناس، ويقوموا بدور الشهادة على البشرية، الأمانة التي ائتمنهم الله سبحانه عليها. مؤكدا أن تكالب دول الكفر اليوم على انتفاضة الأمة لهو بشير بقرب بزوغ دولة الخلافة على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع