في الوقت الذي تشهد فيه البلاد دعاوى للحوار الوطني وتزامناً مع المؤتمر الذي تقيمه الدولة لهذا الغرض، انعقد في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2015م المؤتمر الذي دعا له حزب التحرير / ولاية السودان تحت عنوان: (الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على الإسلام، شعاراتها وأدواتها وكيفية مواجهتها)، بمركز الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات بالقاعة الكبرى، وقد ضاقت القاعة بالحضور الذي ظل الكثير منهم مترجلاً على قدميه في ممرات القاعة، أكثر من أربع ساعات (زمن المؤتمر) بعد أن فاضت بهم القاعة، كما تواجدت أعداد غفيرة من الحضور خارج القاعة يتابعون المؤتمر عن بعد، مما دفع بأحد زعماء الأحزاب السياسية بأن يصرح بقوله: (لقد ثبت لنا أن حزب التحرير لديه جماهير كثيرة من أهل البلد).
قدم المتحدثون في المؤتمر الذي بدأ في الثانية ظهراً، خمس أوراق خلال جلستين تخللتهما جلسة للاستراحة وأداء صلاة العصر، حيث قدم الورقة الأولى الأستاذ/ ناصر رضا محمد عثمان - رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية السودان وقد جاءت تحت عنوان: جوهر الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على الإسلام، ثم قدم الدكتور/ محمد عبد الرحمن - عضو حزب التحرير الورقة الثانية بعنوان: الإرهاب والتطرف حصان طروادة للاستراتيجية الأمريكية، وتلاه المتحدث الثالث الأستاذ/ ناصر صديق الأغبش، عضو حزب التحرير، الذي قدم ورقة تحت عنوان: الديمقراطية والحريات ومساواة المرأة بالرجل، وجاءت الورقة قبل الأخيرة تحت عنوان: فرص التطور الاقتصادي بين فلسفة الغرب وحضارة الإسلام قدمها الخبير الاقتصادي الأستاذ/ عبد الله عبد الرحمن - عضو حزب التحرير ثم تلا الأستاذ/ إبراهيم عثمان أبو خليل - الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان الورقة الختامية بعنوان: كيفية مواجهة الاستراتيجية الأمريكية وإقامة الخلافة.
وقد ضجت القاعة بتكبيرات الموحدين، وشعارات المخلصين مطالبين بضرورة قطع اليد الأمريكية التي تعبث بالبلاد نهبا ودجلاً وامتصاصاً لثروات الأمة، بل تسعى الآن لتعبث بعقول المسلمين وقلوبهم، وارتفعت الشعارات مطالبة بضرورة وحدة الأمة وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لمواجهة المستعمِر.
فكان حقاً مؤتمراً تأججت فيه مشاعر الحضور تفاعلاً مع الأوراق المقدمة.
كما شهد المؤتمر حضوراً مميزاً من الأجهزة الإعلامية منها سبع قنوات فضائية والعديد من الإعلاميين والصحفيين، والعلماء، والسياسيين، وكشفت فترة التفاعل مع الجمهور عن حجم القبول الذي أوجده حزب التحرير / ولاية السودان في الوسط السياسي في السودان، حيث علق الدكتور عبد العزيز رئيس المنبر الوحدوي على كلمة أبو خليل بقوله: (إذا كانت كلمة أبو خليل هذه إعلاناً لإقامة الخلافة فنحن معكم قلباً وقالباً..) وقال (لقد أكد لنا هذا المؤتمر أن حزب التحرير لديه جماهير وسط الشعب). كما علق البروفيسور ناصر السيد/ الأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي في مداخلته قائلاً: (إن هذا المؤتمر الناجح الذي يقيمه حزب التحرير هو موازٍ للمؤتمر الذي تقيمه الدولة وينعقد في هذه اللحظة بقاعة الصداقة، وما قدم فيه من أوراق هو رد على دعوة الحوار وهذا هو صوت الأمة)، وعلق أيضاً الشيخ محمد خاطر رئيس اتحاد المسيرية بقوله نشكر حزب التحرير على هذا العمل الممتاز ونقف معه في قضيته، وأثنى العلماء، الذين لبوا دعوة حزب التحرير، في مداخلاتهم على المؤتمرين، وما قدموه من جهد مقدر يتوافق مع رغبة الأمة في الخلافة.
ولقد علق عدد من الحضور على المؤتمر بأنه كان مؤتمراً بأعلى درجات الوعي السياسي حيث جاءت أوراق المؤتمر لتكشف المخطط الأمريكي لإفراغ الإسلام من محتواه، وإيجاد إسلام أمريكي جديد يسمونه بالإسلام المعتدل؛ يتماشى مع مصالح أمريكا، الطامعة في ثروات المسلمين. وقد دعا حزب التحرير / ولاية السودان المسلمين للعمل معه ليكون السودان هو نقطة الارتكاز لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، حيث يعقد المؤتمر على بعد أمتار من مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة. حيث قوبلت هذه الدعوة بمشاعر إسلامية صادقة من الحضور تدفقت عبر المؤتمرين في القاعة وتمددت واتسعت حتى مجالس الناس في ضواحي الخرطوم.
رأيك في الموضوع