الاستاذ منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
إن من المُسلّمات عند الحديث عن بناء الدول وسقوطها هو أن للعاصمة الثقل الأكبر والمركز الأساس الذي يحدد ميزان القوى وطبيعة الصراع، ولذلك فمن البدهي أن يُطرح السؤال ويتكرر طرحه "تُرى لماذا لم يصل الثوار إلى دمشق وقد قاربت الثورة أن تُنهي عامها السابع؟ وما الذي يحول بينهم وبين رأس الأفعى؟".
لا يخفى على كل متابع للشأن السوري أن هناك تحركات دولية لإعادة شرعنة نظام الإجرام، والاعتراف به وتعويمه، وتقديمه على أنه النظام الشرعي الذي يحكم ويُمثل البلاد، وهذا الأمر لم يبدأ قريباً بل إنه منذ زمن بعيد إلا أنه يسير ببطء، وهذا أمر ليس عفوياً، بل هو جزء من مخطط مدروس يهدف لوأد الثورة وتصنيفها ضمن حركات التمرد أو وصفها كمعارضة تبحث عن بعض الحقائب الوزارية والإصلاحات الدستورية.
انطلقت معركة حماة الأخيرة تحت اسم أطلقه الناشطون "يا عباد الله اثبتوا"، وقد بدأت المعركة دون الإعلان عن انطلاقها خلافاً لما اعتادت عليه الفصائل من إعلان انطلاق المعارك، وكذلك كانت حسابات الفصائل الرسمية صامتة لا تتبنى أي إنجاز عسكري هنا أو هناك، إلا أن توقيت هذه المعركة يأتي بعد انعقاد مؤتمر أستانة 6 بتاريخ 15/9/2017م، حيث تم التوصل إلى منطقة "خفض توتر" في إدلب، لينتهي بذلك
ما زالت كثير من مقررات مؤتمر أستانة4 الذي عُقد في 4/5/2017م، لم تُنفذ بعد، إلّا أنّ تهيئة الأجواء، واستمرار التجهيز ما زال قائمًا وخاصةً من جهة تركيا الدولة التي أخذت على عاتقها ضمان المعارضة في تنفيذ هذا الاتفاق المشؤوم، فقد كان من المقرّر حسب مؤتمر أستانة أن تنشر تركيا وروسيا قوات فصل بين النظام والمعارضة لتكون ضامنًا لاتفاق الهدنة
لقد كان مؤتمر أستانة 4 والذي عقد في 4/5/2017م، لقد كان محطة خطيرة في مسار ثورة الشام، حيث تمخض عن هذا المؤتمر اتفاق مناطق "خفض التصعيد" والتي تم التوقيع عليها من قبل روسيا وإيران وتركيا كدول ضامنة لتنفيذ هذا الاتفاق.
نظراً للسنوات العجاف التي مرّت بها ثورة الشام، وما آلت إليه الأمور من حرفٍ لمسار الثورة، وتضييع للتضحيات الجسيمة التي قدمها أهل الشام، حتى باتت خسارة المناطق، المنطقة تلو المنطقة هي السمة البارزة في مجريات أحداث ثورة الشام، وذلك نتجية ارتهان كثير من
نظراً للسنوات العجاف التي مرّت بها ثورة الشام، وما آلت إليه الأمور من حرفٍ لمسار الثورة، وتضييع للتضحيات الجسيمة التي قدمها أهل الشام، حتى باتت خسارة المناطق، المنطقة تلو المنطقة هي السمة البارزة في مجريات أحداث ثورة الشام، وذلك نتجية ارتهان كثير من
تدخل ثورة الشام عامها السابع وما زالت مضرجة بدمائها مثخنة بجراحها، لم تهتد بعد إلى الطبيب الماهر الذي يعرف الداء ويصف الدواء، فقد مضت ست سنوات على هذه الثورة ومرت خلالها بمحطاتٍ عدة كان لا بد ونحن نمرّ في يوم ذكرى انطلاقتها أن نقف على أبرزها ونستخلص الدروس والعبر التي ترسم للثورة مسارها الصحيح وتعيد بوصلتها إلى الاتجاه الصحيح.
تأتي محادثات جنيف الرابعة بعد ست سنوات على انطلاقة ثورة الشام، فهل ستكون كغيرها من المحادثات؟ أم أنها تحمل جديداً لأهل الشام؟ وهل سينتظر أهل سوريا ما يتمخض عن هذه المؤتمرات؟ أم أن لهم الحق في أن يقولوا غير ما يُملى عليهم؟
إن المتابع لأحداث ثورة الشام يجد
إن ثورة الشام تعيش مرحلة خطيرة من عمر الثورة، فقد وصلت بها الحال إلى درجة التآمر المفضوح، والكيد المكشوف، فلم يعد النظام التركي يخفي وجهه وراء تصريحات جذابة، ولا كلمات براقة، ولا خطبٍ رنانة، بل أصبح يصف تسليمه حلب للنظام المجرم، بأنه عمل ناجح
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني