ارفع بكفّيك (العُقابَ) مكبِّرا
محمد إبراهيم _ بيت المقدس
ارفع بكفّيك (العُقابَ) مكبِّرا واخفضْ برجلَيْك الشّعارَ الأغبرا
عَلَمَ التّفرّقِ ألقِهِ فهو الذي خطّتْه رغمَ أنوفنا إنجلترا
صنعتْ لكلِّ دويلةٍ عَلَماً إذا أنكرتَهُ قالوا: أتيتَ المنكرا
جعلوه رمزَ (سيادةٍ) وقرارُهم إذ ذاك في يدِ من طَغَى واستعمرا
وقفوا له متذلِّلِين كأنه فتَحَ الممالكَ أو أزاحَ القيصرا
قالوا نُفَدِّيهِ بكلِّ نفيسةٍ والجهلُ يردي الغافلَ المستكبِرا
يا ويحَهم رفعوا شعارَ عدوِّهم يا ويلَ من سِيمَا الهوانِ قد اشترى
يا تعسَ من باعوا لواءَ نبيِّهم يا بؤسَ من أَخَذَ الضلالةَ وافترى
ارفع بكفيك العُقابَ مكبِّرا فَهْوَ اسْمُ رايةِ أحمدٍ بين الوَرَى
هي رايةٌ سوداءُ يُكتَبُ فوقَها ما كان في صَدْرِ العبادِ مُسطَّرا
أمّا اللواءُ فأبيضٌ يُعطى لمن في الحرب قادَ جيوشَنا والعسكرا
هي رايةٌ رَفَعَ الصّحابةُ قدرَها ضحَّوْا بأنفسهم لئلا تَفتُرا
في مؤتةٍ زيْدٌ أُصيبَ لأجلها وَلَكَمْ ذَكَرْنا في البطولةِ جَعْفَرا
إذ قُطِّعت أوصالُه لكنّه لم يُلقِها أبداً فكان الطائرا
قد نالها شرفاً (عليٌّ) قبل أَنْ يَغْدو إلى حِصْنٍ فيفتحَ خَيْبرا
واليومَ يحملُها رجالٌ أقسموا أنْ يرفعوها عزّةً فوقَ الذّرى
تَخِذُوا من الصّحبِ الكرام منارةً فتكادُ تبصِرُ في البطولةِ حيْدرا
في الشامِ تخفقُ رغم كيْدِ عدوِّها حتى تعاظمَ حقدُهُ وتفجّرا
لم يدْرِ كيفَ يعيدُها مطويّةً فغدا الفخورُ بعقله مُتحيِّرا
يرعى اللئيمُ من ارتضى بحبالِه واللهُ يرعى من أتاهُ ناصرا
ارفعْ بكفّيكَ العقابَ مكبّرا لا تخشَ إلا ربَّكَ المتكبِّرا
رأيك في الموضوع