أعلن الجمعة الثاني من رمضان 1436هـ الموافق 19حزيران/يونيو 2015م انتهاء مفاوضات جنيف الخاصة باليمن وعدم تحقيق أية نتائج، وقال مبعوث الأمم المتحدة عقب ذلك، إن لقاء جنيف هو خطوة أولى في مفاوضات شاقة وطويلة من أجل إعادة اليمن إلى المرحلة الانتقالية، بمعنى آخر أن على أهل اليمن أن يستمروا طويلا في إراقة دمائهم وتخريب بلادهم وتشريد أبنائهم، في انتظار أن تتفق الأطراف الدولية المؤثرة في الأمم المتحدة وهما أمريكا من جهة وبريطانيا التي تتمسك بتاريخ طويل في اليمن بأظفارها من جهة أخرى.
من جهته صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي أن مفاوضات جنيف التي انتهت الجمعة تعتبر (بداية جيدة) لمسلسل طويل!
وبهذا يتضح بجلاء أن الأطراف المتنافسة على الثروة والنفوذ في اليمن لم تتفق بعد، وأن على أهل اليمن ببساطة أن ينزفوا مزيدا من الدماء والدمار في خارطة مفاوضات وضعتها أمريكا انتهت للتو حلقتها الأولى، كانت نتيجتها حسب تقديرات الأمم المتحدة ثمانين بالمائة من أهل اليمن لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ولا أغذية، ووفق مفوضية اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية وصل عدد النازحين من ديارهم مليون شخص، وحسب ما نشرته اليونيسف فإن 279 طفلا قد قتلوا في اليمن منذ نهاية آذار/مارس الماضي!!
وهذا كله حسب المتحدث الأمريكي إنما هو بداية جيدة لمسلسل طويل، ومن أجل ماذا؟ من أجل إعادة اليمن إلى المرحلة الانتقالية!!
ما أسعد أمريكا اليوم وحلفاؤها!
إن اليمن الذي طالما شكوا منه أنه يشكل تهديدا عالميا للانفجار السكاني والذي ملأه الغرب ببرامج تحديد النسل وتنظيم الأسرة، لم يعد الغرب اليوم بحاجة إلى ذلك، فأهل اليمن اختصروا عليه المسافة وقاموا هم نيابة عنه بقتل أنفسهم.
يا أهلنا الكرام في اليمن: إن بحاح التوافقي لا يعنيه كثيرا معاناتكم وهو مقيم في الرياض التي تحتفظ به ورقة لإكساب الشرعية لصواريخ طائراتها، وإن (السيد) الحوثي لا يعنيه مطلقا سيل الدماء التي يريقها في طول البلاد وعرضها، وليس له علاقة بالقرآن ناهيك عن السنة التي يزعم أن مسيرته من أجلها، إن ما يفعله ليس له إلا علاقة واحدة وهي المشروع الإيراني المنفذ لسياسات أمريكا في المنطقة.
أهلنا الكرام في اليمن: إن الأمر بأيديكم: انفضوا أيديكم عن تلك القيادات التي تخونكم جهارا في مؤتمرات الغرب وتنفيذا لمؤامراته، والتفوا حول من يدعوكم لمشروع الخلافة التي ستحقن دماءكم، فقد قال عليه الصلاة والسلام «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلمٍ» أخرجه الترمذي.
لقد صفقتم لتلك القيادات طويلا وها هي اليوم تنتقم منكم بأن تسلم قضاياكم لأيدي أعدائكم.
لقد مشيتم خلفهم في اشتراكيتهم ثم في رأسماليتهم وجربتم ديمقراطيتهم، وقد آن الأوان أن تُرضوا ربكم بأن تتبنوا نظام الحياة الذي ارتضاه - سبحانه - لكم، إنه نظام الإسلام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع