اختُتمت فعاليات مؤتمر "الأزهر العالمي لنصرة القدس"، الذي نظمه الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، تحت رعاية السيسي، وبحضور عدد كبير من العلماء والساسة ورجال الدين والمفكرين والكتاب من أكثر من 86 دولة وذلك لمناقشة استعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية، والمسؤولية الدولية تجاهها، حيث أكد البيان الختامي لمؤتمر "نصرة القدس" الذي ألقاه الدكتور أحمد الطيب، على "عروبة القدس وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وتفعيل عضويتها في كافة المنظمات والهيئات الدولية".
وقال البيان إن "القدس قضية المسلمين والنصارى، وعروبة القدس لا جدال حولها وهي ضاربة في عمق التاريخ وقبل ظهور اليهود بـ27 قرنا". واعتمد المؤتمر دعوة الأزهر بأن يكون عام 2018 عام القدس الشريف. (سبوتنيك)
إن هذه المؤتمرات (المؤامرات) ما عقدت ولا وجدت إلا من أجل تثبيت وتمكين كيان يهود المغتصب لأرض الإسلام والمسلمين، فهي منبثقة عن وتحت رعاية من يحمي ويعقد الاتفاقيات المذلة مع كيان يهود اعترافا ومكانة ووجودا وتمكينا وتنازلا عن أرض الإسلام... وللوقوف على خيانة هذه المؤتمرات لا بد من بحث النقاط التالية:
أولا: إن مسألة فلسطين لا تبحث شرعا إلا من باب احتلال أرض الإسلام، ففلسطين جزء لا يتجزأ من أرض الإسلام وكيان دولة الإسلام وقع عليها الاحتلال والاغتصاب فيجب أن يكون البحث منصبا على هذه النقطة لأنها أصل البحث، وتغييب أصل المسألة هو بداية الخيانة لقضية فلسطين لأنه بتغييب أصل البحث يتم تغييب الحل الصحيح والواجب على المسلمين، فبدل أن تبحث أرض فلسطين على أنها أرض محتلة يجب تحريك الجيوش لتحريرها والقضاء على المحتل الغاصب وإعادة فلسطين لما كانت عليه جزءاً لا يتجزأ من دولة الإسلام. يتم بحث مسألة قدسية المسجد الأقصى وأرضه بحدود (144) دونما وبحث الرعاية والوصاية والحدود وأداء الشعائر في ظل الاحتلال ونقل السفارة من مكان إلى مكان والكل تحت الاحتلال!!
والأزهر يدرك الحكم الشرعي وأصل المسألة والحكم المتعلق بها إدراكا قطعيا لا شك فيه، والدليل على هذا هو الفتاوى التي قيلت من الأزهر قبل أن يدجّن ويصبح في يد السلطة التابعة للغرب، فمثلا:
"إثْرَ صُدورِ قرارِ تقسيم فَلَسطينَ سَنَةَ (1947م) أصْدَرَ عُلَماءُ الأزهرِ النداءَ التالي: إِلَى أبناءِ العروبَةِ والإسلامِ مِنْ عُلماءِ الجامِعِ الأزهَرِ ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مَعْشَرَ المُسلِمينَ: قُضِيَ الأمْرُ وتآلَبَتْ عَوامِلُ البَغْيِ والطُغيانِ عَلى فَلَسطينَ، وفيها المَسجِدُ الأَقْصَى، أُولى القبلتينِ وثالثُ الحَرَمَينِ، ومُنْتَهى إسراءِ خاتَمِ النَّبِيِّين صَلواتُ اللهِ وسلامُهُ عَلَيهِ.
قُضي الأمْرُ وتبَيَنَ لَكُم أنَّ الباطِلَ ما زَالَ في غَلْوائِهِ، وأنَّ الهَوَى ما فَتِئَ عَلى العُقولِ مُسيطِرًا، وأنَّ الميثَاقَ الذي زَعَموهُ سَبيلاً للعدْلِ والإنصافِ ما هُوَ إلاَّ تنظيمٌ للظُلْمِ والإجحافِ، ولَمْ يَبقَ بَعْدَ اليومِ صَبْرٌ عَلى تِلكُمُ الهَضيمَةِ التِي يُريدونَ أنْ يُرهِقونا بِهَا في بلادِنا، وأنْ يَجْثُموا بِهَا عَلى صُدورنِا، وأنْ يُمَزِقوا بِهَا أوصالَ شُعوبٍ وَحَّدَ اللهُ بيَنَها في الدينِ واللغَةِ والشعورِ.
إنَّ قَرارَ هَيئةِ الأمُمِ المُتَحِدَةِ، قَرارٌ مِنْ هَيئَةٍ لا تَمْلِكُهُ، وهُوَ قَرارٌ باطِلٌ جائِرٌ لَيسَ لَهُ نَصيبٌ مِنَ الحَقِ ولا العدالَةِ، ففَلَسطينُ مِلْكُ العَرَبِ والمُسلِمينَ، بَذَلوا فيها النفوسَ الغاليةَ، والدِماءَ الزكيَّةَ، وسَتَبقى إنْ شَاءَ اللهُ مِلْكَ العَرَبِ والمُسلِمينَ رَغْمَ تَحالُفِ المُبطلينَ، ولَيْسَ لأحَدٍ كائنًا مَنْ كانَ أنْ يُنازِعَهُمْ فيها أو يُمَزِّقَها...
فذودوا عَنِ الحِمى، وادْفَعوا الذئابَ عَنِ العَرينِ، وجَاهِدوا في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾...
واعْلَمُواْ أَنَّ الجِهَادَ الآنَ قد أصبحَ فَرْضَ عَيْنٍ عَلى كُلِّ قادرٍ بِنَفْسِهِ أو مالِهِ وأنَّ مَنْ يَتَخَلَفُ عَنْ هذا الواجِبِ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وإثْمٍ عَظيمٍ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾".
ومن جانب آخر، هل أصبحت مرجعية الأزهر قرارات الأمم المتحدة المجرمة ومجلس الإجرام الدولي والمنظمات الدولية الكافرة التي قررت التفريق بين ما يسمى 48 و67، والتي أصبحت حديث الجميع من دول الغرب والأنظمة في بلاد المسلمين والتي تعني التنازل عن بلاد الإسلام والاعتراف بالاحتلال وإضفاء الشرعية عليه والقبول بتقسيم القدس إلى شرقية وغربية بعد القبول بتقسيم فلسطين والإقرار من أكبر مرجعية إسلامية بالقبول بحل الدولتين - الحل الأمريكي وإقامة دولة علمانية هزيلة تابعة ومخفر لحماية يهود - إن جاز تسميتها دولة - فيما تبقى من فلسطين... فهل هذا هو ما يرضاه الله؟ وهل هذا هو الحكم الشرعي المتعلق بنا المسلمين؟ وهل أصبحت المنظمات الدولية أدوات الغرب المستعمر حلاً والدخول فيها تقدما وهي التي قسمت وأقرت التقسيم فضلا على أنها منظمات لا تحتكم لشرع الله؟ فأين أصبحتم بعد أن كنتم منارة للعلم وملاذا للإسلام وقوة ومحركا للجهاد في سبيل الله؟! أهذا هو الأزهر الذي عهدناه زمن الدولة الإسلاميةزمن عزة الإسلام؟! وأنتم اليوم في ظل سلطة لا تقيم وزنا لشرع الله بحيث أصبحت الفتاوى إجرامية لا علاقة لها بحكم الله بل هي حسب ما تريده الأنظمة المجرمة وليست نطقا بالحق ووقوفا في وجه الكفر وأعوانه، هذا هو حال مشيخة الأزهر اليوم في ظل الحكم الوضعي، تابع لهوى الحاكم يفتي بما يريده النظام وليس بما فرضه الله، وما هذا المؤتمر إلا تحقيق لرغبة دول الكفر وأدواتها في المنطقة بالتنازل عن أرض الإسلام وللسير قُدما بحل الدولتين بموافقة من أكبر مرجعية إسلامية، فأين أنتم من غضب الله عليكم في الدارين؟ وأين أنتم من عظم الأمانة التي في أعناقكم بوجوب البيان وحرمة الكتمان؟ فكيف بكم وأنتم تتلاعبون بأحكام الله إرضاء للحكام ومسايرة الغرب؟ وأين أنتم من حق الإسلام عليكم وحق الأمة؟
إن فلسطين ليست بحاجة للمؤتمرات ولا لبيانات الشجب والاستنكار، وإنما هي بحاجة إلى تحريك الجيوش واستئصال كيان يهود واجتثاثه من كافة أرض الإسلام وكل الاحتلال وإعادة الحكم بما أنزل الله في كيان سياسي منبثق عن الإسلام ألا وهو دولة الخلافة على منهاج النبوة وهو وعد ربنا وبشارة نبينا e.
رأيك في الموضوع