عقد القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير بالتعاون مع القسم النسائي في حزب التحرير / إندونيسيا يوم السبت 12 جمادى الثانية عام 1438هـ الموافق 11 آذار/مارس 2017م مؤتمرا نسائيا عالميا بعنوان "الخلافة والتعليم: إحياء العصر الذهبي". والذي جاء تتويجاً لحملة عالمية إعلامية مكثفة حول قضية التعليم استمرت ثلاثة أسابيع في وسائل الإعلام الإلكترونية المتنوعة هدفا إلى تسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى أزمة التعليم في بلاد المسلمين، وفضح ومواجهة الأجندة الحالية المكثفة لزيادة علمنة التعليم في العالم الإسلامي، وتقديم تصور لسياسة التعليم في دولة الخلافة وكيف ستبني عمليا نظاما تعليميا من الدرجة الأولى والذي سوف يحيي جيلا ذهبيا من المفكرين والعلماء وينشئ الحضارة المجيدة من جديد، وتوضيح الحقوق التعليمية للمرأة المكفولة في ظل نظام الحكم بالإسلام، وكذلك إعطاء توجيهات حول تنشئة أبناء المسلمين وتربيتهم تربية إسلامية من أجل بناء شباب مسلم قادر على مواجهة التحديات التي تواجه الإسلام في القرن الـ21.
وقد جاءت للمؤتمر - والذي اتّسم بدقة التنظيم والإعدادات - متحدثات من حزب التحرير من أنحاء مختلفة في العالم: من فلسطين، وتركيا، وتونس، والخليج، وماليزيا، وبريطانيا، وهولندا، وإندونيسيا، وتم منع حضور متحدثة من الأردن من قبل النظام الأردني. وحضرت المؤتمر حوالي 1700 امرأة مؤثرة من المعلمات، والمحاضرات، والباحثات، والخبيرات في مجال التعليم، وكذلك طالبات جامعيات، وقائدات مجتمع، وصحفيات، وممثلات لمنظمات. وتضمن المؤتمر كلمات مختلفة، وحلقات نقاش متنوعة وباللغات الثلاث، وكذلك شهادات تم عرضها من مندوبات أظهرن فيها ومن خلال تجاربهن فشل التعليم في مناطقهن. ونُقل المؤتمر للعالم بثلاث لغات: العربية، والإنجليزية، والإندونيسية. ولكن كعادة وسائل الإعلام العالمية فقد غابت عن مثل هذه المؤتمرات والنشاطات لحزب التحرير واقتصرت على وسائل إعلام محلية متنوعة ما بين مرئية ومسموعة ومكتوبة.
بدأ المؤتمر بعرض ترحيبي جميل، ثم آيات من القرآن الكريم، تلتها كلمة ترحيبية من الناطقة باسم نساء حزب التحرير في إندونيسيا أعلنت فيها افتتاح المؤتمر. وبعد ذلك توالت الكلمات التي تناولت قضايا حيوية مهمة؛ فكانت كلمة إندونيسيا عن توضيح الغاية الحقيقية من التعليم، ثم تناولت كلمة فلسطين أسباب أزمة التعليم في العالم الإسلامي، ثم رسمت كلمة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير صورة واضحة عن رؤية التعليم في دولة الخلافة: إحياء الجيل والحضارة الذهبية، أما كلمة إندونيسيا الأخرى فقد تحدثت عن كيفية بناء تعليم متميز على مستوى العالم في ظل دولة الخلافة، وطبعا كان للمرأة نصيب في تلك القضايا حيث كانت كلمة تركيا عن أهمية تعليم الفتيات والنساء في ظل الحكم الإسلامي، أما كلمة الأردن فقد تناولت فترة التعليم ما قبل المدرسة في الإسلام، وكانت كلمة ماليزيا عن صفات التدريس لتخريج مفكرين مميزين وشخصيات إبداعية، أما كلمة تونس فقد كانت بعنوان اللغة العربية بين عز الإسلام ومكر الاستعمار، واختتمت الكلمات بكلمة هولندا عن الإرشاد للتربية والتعليم الإسلامي في غياب دولة الخلافة. وقد تخلل هذه الكلمات عرض ثلاثة فيديوهات أولها فيديو المقدمة، وفيديو بعنوان "حين يضيق وعاء العلم يقتل الإبداع ويُخلّف الضياع"، وفيديو ختام المؤتمر، وذلك أيضا باللغات الثلاث، وكذلك كان هناك خلالها جلسات أسئلة وأجوبة من الجمهور للمتحدثات، ومؤتمر صحفي مع بعض وسائل الإعلام أجابت فيه بعض المتحدثات عن الأسئلة والاستفسارات التي قدمت لهن خلاله... وبعد انتهاء الكلمات كان هناك عرض جميل آخر رفرفت فيه رايات العقاب وهتافات الأخوات المؤثرة بالخلافة وأنهن يردنها ويَتُقن إليها... واختتمت الدكتورة نسرين نواز مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، اختتمت المؤتمر بكلمة ختامية حمدت فيها الله تعالى على نجاح الحملة والمؤتمر، وشكرت كل من عمل لإنجاحه وأولهم أمير الحزب العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة على دعمه الكبير، ثم أكدت على أن التغيير الحقيقي وثورة التعليم لا يكون إلا بإقامة نظام سياسي يستند كليا إلى الإسلام، والذي هو نظام الخلافة على منهاج النبوة. ودعت الحاضرات والعالم إلى الانضمام لهذه الدعوة ونيل شرف الدنيا والآخرة... وتلا ذلك دعاء مؤثر بان أثره على الحاضرات.
وكان قد سبق المؤتمر يوم الجمعة الموافق 10 آذار معرض تاريخي تم فيه عرض بعض القضايا المهمة من بينها سياسة ومنهاج التعليم في دولة الخلافة. وكذلك نقاشات مباشرة على صفحات التواصل الإلكتروني باللغات الثلاث، وعاصفة تويترية استمرت حتى بعد عقد المؤتمر.
نسأل الله أن يكون الخير في هذا المؤتمر بحيث يلبي المسلمون الدعوة بالمسارعة للعمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة والتي ستكون قادرة على بناء نظام تعليمي من الدرجة الأولى يخرّج شباباً مسلماً يحمل شخصيات إسلامية نموذجية مميزة، وتحقق التطلعات التعليمية للرجال والنساء على حد سواء، وتحيي العصر الذهبي للعلم من جديد وتخلق حضارةً رائعةً رائدةً في العالم في مجال الابتكار والتطور والتقدم العلمي والصناعي.
بقلم: مسلمة الشامي (أم صهيب)
رأيك في الموضوع