درجت إيران وأحزابها في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك سنوياً على الاحتفال وإقامة التظاهرات بما تسميه يوم القدس العالمي إمعاناً في زيادة تضليل المسلمين لكي يتسنى لها ولأحزابها تنفيذ المخططات الأمريكية الموكلة إليهم في الشام والعراق واليمن. فقد احتشد الحوثيون في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم وتخلل تلك الاحتفالية ترديد شعارهم المستورد من الخميني "الموت لأمريكا"!! لكي يوهموا الناس أنهم هم من يسعى إلى تحرير فلسطين وإعادتها كاملة إلى ديار المسلمين. إلا أن هذا العمل لم يعد يضلل كثيراً من الناس، فهو:
1- اعتراف منهم بشكل واضح صريح بالتخلي عن فلسطين كلها ليهود باستثناء شرقي القدس التي يذرفون عليها دموع التماسيح. فهذا يؤكد تنازلهم عن فلسطين واعترافهم بسيادة كيان يهود عليها وأن المشكلة مع يهود هي القدس فقط!! بل إنهم بشعارهم "الموت لأمريكا... الموت لـ(إسرائيل)" يعترفون ضمنياً بكون كيان يهود دولة، والشعار ليس هو الموقف الذي حدده الشرع بل الشرع أمر بالجهاد ضد يهود الغاصبين لكنهم لا يجرؤون على تغيير شعارهم إلى (الجهاد ضد أمريكا أو الجهاد ضد كيان يهود الغاصبين)!!
2- إن هذا العمل تخدير للمسلمين عن الحل الصحيح الذي يحرر فلسطين والقدس ألا وهو تحريك الجيوش أو عمل الأمة الجاد مع حزب التحرير لإسقاط هذه الأنظمة العميلة للكافر المستعمر التي تمنع تلك الجيوش من القيام بواجبها نحو الأرض المباركة فلسطين وأخواتها، ألا وهو تحريرها.
3 - إن هذه الأعمال تتناقض مع الأعمال الإجرامية التي تقوم بها إيران وأحزابها في المنطقة؛ فإيران وحزبها في لبنان يقتلون المسلمين في سوريا من خلال حربهم الطائفية البغيضة منذ سبع سنوات وقد فرغوا المخزون الهائل من الحقد الطائفي البغيض الذي خلف مئات آلاف القتلى من المسلمين وتشريد الملايين وتدمير منازلهم ومستوصفاتهم ومساجدهم في صورة همجية تعيد للأذهان ما فعله المجرم هولاكو ببغداد وأهلها عندما هدم الخلافة العباسية، وها هو الحشد الشيعي العراقي يشن حرباً كارثية مدمرة تحت ستار ملاحقة تنظيم الدولة، ويكفي أن نشير إلى نزوح مئات الآلاف من مدينة الموصل بسبب حربهم الوحشية عليها قبل أكثر من عام تقريباً. وها هم الحوثيون ذراع إيران في اليمن يشنون حرباً شعواء على أهلها من صعدة إلى البيضاء وشعارهم هو "الموت لأمريكا"! ورغم تراجعهم هذه الأيام في بعض الجبهات وخاصة في الحديدة التي تكاد الإمارات وأتباعها أن يسقطوها لولا منع أمريكا لهم من ذلك، إلا أن قيام الحوثيين بتلك الفعاليات مستمر لكي يندفع الناس معهم إلى الجبهات للمحافظة على مناطق سيطرتهم فقد فقدوا بعضها كشبوة وتراجعوا في أخرى.
إن حل قضية الأرض المباركة فلسطين معلوم غير مجهول وهو تحريك الجيوش؛ فليس حلها وتحريرها بالمفاوضات التي تم عن طريقها التنازل عن جلها ليهود والاعتراف بدولتهم في ما أسموه "الأرض مقابل السلام"! وليس تحريرها بالتظاهرات والاحتفالات في آخر جمعة من رمضان أو في غير ذلك، فهذا ليس إلا تخدير للمسلمين عن الحل الصحيح الذي يعيد الأرض المباركة فلسطين وأخواتها كاملة إلى ديار المسلمين.
إن الخلافة هي التي أعادت الأرض المباركة فلسطين في السابق بقيادة صلاح الدين وبتوجيه من الخليفة الناصر كاملة إلى ديار المسلمين وإلى جسم الخلافة العباسية من جديد، والخلافة العثمانية هي التي منعت يهود من سلخ فلسطين من جسمها؛ فقد رفض السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله رفضاً قاطعاً أن يعطي فلسطين ليهود كوطن قومي لهم وقال قولته المشهورة (لعمل المبضع في جسدي أهون عليّ من أن أرى فلسطين وقد بترت من جسم الخلافة).
4- إن هذا العمل هو تغطية على خيانة الحكام العملاء الذين لا زالوا سياجاً أمنياً لكيان يهود الغاصب للأرض المباركة فلسطين، فهم الذين صنعوا من يهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة بطلاً لا يقهر وذلك بمسرحية هزيمة الجيوش العربية السبعة! والحكام أيضاً من يمنع المسلمين من تحرير الأرض المباركة فلسطين وذلك بحربهم الشعواء على مشروع الخلافة والعاملين لها...
فإيران وأحزابها أداروا ظهورهم ليهود؛ فالجولان السورية تحت سيطرة يهود مند خمسين عاماً ولم يطلقوا عليهم رصاصة، وفي المقابل فقد استخدموا كل الأسلحة التي في أيديهم في قتل المسلمين وتشريدهم ثم يذرفون الدموع على فلسطين في تظاهرات كاذبة أتقنوا فيها فن التمثيل مع أن كيان يهود قد قام بضرب أتباع إيران في سوريا مرة تلو الأخرى لكن النظام الإيراني يرد على كيان يهود بقتل أهل الشام المسلمين!! أما المسيرات التي توقظ الأمة الإسلامية فهي التي يقيمها حزب التحرير، فالفرق بينهما كبير والبون شاسع؛ فتظاهراتهم من أجل التضليل السياسي والدجل الإعلامي وتخدير الأمة عن الحل الصحيح لقضية فلسطين، بينما فعالياتنا هي من أجل بيان الحل الصحيح والمطالبة بتحريك الجيوش أو إسقاط العروش، فالعملان مختلفان في الغاية والهدف والمشروع والطريقة؛ فالأول يزيد الأمة انحطاطاً ويؤبّد سيطرة الكافر المستعمر، والثاني يضمن نهضة الأمة وعزتها ويحقق كرامتها ووحدتها ويعيدها كما كانت خير أمة أخرجت للناس.
إن الطريق لوحدة الأمة وعزتها ونهضتها وتحرير الأرض المباركة فلسطين وأخواتها إنما هو بالعمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
بقلم: الأستاذ شايف الشرادي - اليمن
رأيك في الموضوع