(مترجم)
أعلن الرئيس ترامب إقالة وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، عبر تويتر يوم 13 آذار/مارس، وعين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ"سي آي إيه"مايك بومبيو مكانه. ثم، بعد ساعات فقط من إقالة تيلرسون، تمت إقالة ستيف غولدشتاين، وكيل وزارة الخارجية للشؤون العامة من قبل البيت الأبيض بسبب معارضته العلنية لقرار البيت الأبيض حول إقالة تيلرسون، وتم استدعاء المراسلين إلى البيت الأبيض في السادس عشر من آذار/مارس ليخبرهم رئيس الأركان أنه تم إبلاغ تيلرسون بإقالته "بينما كان يعاني من عدوى في معدته في إفريقيا".وجاءت إهانة تيلرسون من قبل البيت الأبيض بعد أشهر من الخلافات والتكهنات ورفض تيلرسون الاعتراف بأنه وصف ترامب بأنه "معتوه"! ومع ذلك، فإن الاختلافات الشخصية ليست السبب الوحيد لإقالة تيلرسون من منصبه كوزير للخارجية.
فقد أشار تقرير الـ"سي إن بي سي" إلى أن الاختلاف حول السياسة مع روسيا قد يكون السبب، فكما كان في اليوم السابق لإقالته (فقد اختلف تيلرسون عن البيت الأبيض بقوله إن السم المستخدم في قتل الجاسوس السابق في بريطانيا "جاء من روسيا").ومع ذلك، فإن مسؤولين آخرين في البيت الأبيض، والدوائر الحكومية، اختلفوا مع ترامب حول روسيا. علاوةً على ذلك، فإن خيار ترامب لاستبدال تيلرسون تم اتخاذه بالتزامن مع لغة صارمة بشكل أكبر فيما يتعلق بروسيا:فقدقال بومبيو"يجب أن نواصل الضغط ضد الروس في كل مكان نجدهم فيه".
وأشار مقال في "صوت أمريكا" في السادس عشر من آذار/مارس، إلى تأثير التغيير على سياسة الصين، مع العنوان الرئيسي التالي: "التغيير في وزارة الخارجية يعيد إطلاق الدبلوماسية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه".واقتبس الكاتب من كلام الخبراء الإقليميين لدعم الرأي القائل بأن تيلرسون لم يكن فعالاً في إظهار القيادة الدبلوماسية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي:يقول غريغوري بولينغ، مدير معهد الشفافية البحري الآسيوي: "إن البنتاغون الآن يدير سياستنا، وهو أمر مثير للمشاكل لأنه لا توجد حلول عسكرية للنزاعات (البحرية)، والبنتاغون... لا يمكن أن ينجح دون استراتيجية دبلوماسية أكبر".ولقدحصلت هذه النظرية على بعض الدعم في اليوم التالي عندما وقع ترامب قانوناً لتحسين العلاقات مع تايوان، التي تعتبرها الصين إقليماً منفصلاً غير شرعي.ورد الصينيون بكلمات قاسية: "إننا نحث الجانب الأمريكي على تصحيح خطئه، ووقف التبادل الرسمي بين المسؤولين الأمريكيين وتايوان، ووقف الزيادة الكبيرة في العلاقات، والتعامل بحكمة وبشكل مناسب مع قضية تايوان لتجنب إلحاق ضرر جسيم بالعلاقات بين الصين وأمريكا وبالسلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان".
يعتبر وزير الخارجية الجديد "صقراً" تجاه كل من روسيا والصين، ولكن توجهاته الأكثر تطرفاً في السياسة، والتي تتوافق مع ترامب، تتجه نحو كوريا الشمالية وإيران. فقبل يومين فقط من تعيينه كوزير للخارجية، كان طموحاً للغاية بشأن قمة دونالد ترامب المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.حيث قال في برنامج "مواجهة الأمة" الذي تبثه شبكة "سي بي أس": "كانت الإدارة السابقة تتفاوض من موقف ضعف. أما هذه الإدارة ستتفاوض من موقع قوة هائلة"، وقال أيضا: وتسعى إلى "إخلاء كوريا الشمالية من الأسلحة النووية بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه". أما بالنسبة لإيران، فقد اقترح قصف المفاعلات النووية الإيرانية وانتقد إدارة أوباما بقسوة لفشلها في "الاستفادة من العقوبات الاقتصادية الساحقة لإنهاء برنامج إيران النووي"، عندما تم إبرام الاتفاق. "هذه ليست سياسة خارجية. هذا استسلام".
أما بالنسبة للشرق الأوسط، فإن بومبيو من المحافظين الذين انتقدوا أوباما لعدم قيامه بما يكفي للحفاظ على القيم النصرانية واليهودية في مواجهة التهديدات من الإسلام.
يُعد بومبيو خيارًا واضحًا لحركة "حزب الشاي" التي تعتبر نفسها من الجمهوريين، والتي تُعد أهم ممول لترامب والداعمة له داخل الحزب الجمهوري. فقبل أن يصبح مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية في عام 2017، كان عضوًا في مجلس النواب الجمهوري لمدة ست سنوات وعمل في لجنة مجلس النواب المعنية بالطاقة والتجارة ولجنة الاختيار الدائمة للمخابرات ولجنة الاختيار في بنغازي. في هذا الوقت، تلقى تمويلاً من صناعات كوش (Koch) المتشددة بشكل كبير مقارنةً بالسياسيين الآخرين في التاريخ. فقد جمعت منظمة "Open Democracy" (تغريدة: 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016) مساهمات تجاوزت 900 ألف دولار من كوش (Koch) وصناعاتها ومراكز أبحاثها. وعلاوةً على ذلك، نشر مركز الدراسات الآسيوية التابع لمؤسسة التراث التابع لكوش (Koch) تأكيدًا على تعيين بومبيو بعد يومين من إعلانه قائلاً إن بومبيو تميز بقدرته على العمل بشكل جيد مع كل من الكونغرس والرئيس:"مصالح أمريكا الوطنية لن تتغير. الطريقة التي تمارسها أمريكا لتأمين - السياسة الخارجية - هي التي ستتغير".
رأيك في الموضوع