في ٢١ أيلول/سبتمبر الجاري يحتفل الحوثيون بالذكرى الثالثة لدخولهم صنعاء، والتي بدأت بها الحرب الحالية في اليمن، بين أدوات الإنجليز المساندين لعبد ربه هادي ومن قبله المخلوع صالح، وبين عميل أمريكا، الحوثي، الذي استقوى بتحالفه مع المخلوع صالح كي يتمكن من دخول صنعاء والتمدد داخل اليمن، إلا أن أدوات الإنجليز شاركوا في التحالف العربي لفرض أجندتهم وإنقاذ النظام التابع لهم منذ أن غادروا عدن شكليا في عام 1967م.
فبعد أن نافست أمريكا الاستعمار القديم وأخرجته من كثير من مناطقه، حاولت منذ ستينات القرن الماضي دخول اليمن ومنافسة بل طرد الاستعمار الإنجليزي القديم، إلى أن تسنى لها ذلك عن طريق عبد الملك الحوثي الذي يرفع شعار (الموت لأمريكا) للتضليل بينما يلتقي مفاوضوه جون كيري في مسقط ويبحثون خطة كيري التي تقضي بإشراك الحوثيين في الحكم، إلا أن عبد ربه هادي رفض تلك الخطة مسنودا بقوات إماراتية كبيرة موجودة في المناطق (المحررة).
وكانت الإمارات هي ورقة (الجوكر) التي استخدمها الإنجليز لمساندة عملائهم في اليمن عسكريا عن طريق إدخال قوات لحسم معركة عدن والمحافظات الجنوبية، وسياسيا عن طريق احتضان أحمد علي صالح والمطالبة بإدراجه ضمن الحل القادم في البلاد، وعن طريق احتواء الحراك الجنوبي وإدراجه ضمن مؤسسات الدولة في إطار الحل الفدرالي.
وقد أدرك عبد الملك الحوثي هذا التحرك البريطاني مبكرا، عندما صرح أن بريطانيا هي من (حررت) عدن عن طريق الإمارات (قناة المسيرة الفضائية)، وعاود مهاجمته للإمارات مجددا عندما هاجمها في خطابه الأخير يوم الخميس 23 ذي الحجة 1438ه الموافق 14 أيلول/سبتمبر 2017م قائلا إن صواريخه باتت اليوم موجهة نحو الإمارات وعاصمتها، وإن الإمارات اليوم لم تعد مدنها آمنة.
في الوقت ذاته الذي أعلن فيه حسين عبد اللهيان كبير مستشاري رئيس البرلمان الإيراني، في حوار مع وكالة الأنباء الإيرانية، أن السعودية أرسلت وسيطا لطهران يطلب دعمها لفتح حوار مع (الحوثيين).
إلا أن الإمارات لم تنتظر وردت مباشرة على تصريحات الحوثي ومهاجمته لها، عن طريق وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي قال في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر (إن تصريحات الحوثي التي تهدد وتستهدف الإمارات وعاصمتها دليل مادي ثابت على ضرورة عاصفة الحزم)، وقال (إن مليشيات إيران أهدافها خسيسة وخطرها حقيقي).
إن الحرب في اليمن ليس لأهل اليمن فيها ناقة ولا جمل، بل هي صراع على النفوذ والسيطرة على الثروة بين الاستعمار الغربي بطرفيه الأمريكي والبريطاني، وذلك عن طريق أدواتهم الإقليمية (السعودية والإمارات) وأدواتهم المحلية (المخلوع وعبد ربه هادي من جهة والحوثي من جهة أخرى). وعلى أهل اليمن ألا ينتظروا من أدوات الاستعمار هذه أي خير، فلم يذق أهل اليمن تحت حكمهم إلا دمارا وتنكيلا وأصبح أكثر من عشرين مليوناً من أهل اليمن بحاجة إلى المساعدة وفق تقارير الأمم المتحدة!
إن الخير لن يأتي لليمن وللمسلمين جميعا إلا بعودتهم لأحكام دينهم وإيجادها موضع التطبيق والتنفيذ أحكاما تشريعية عملية تنظم حياتهم وتطرد المستعمر من بلادهم وتحافظ على ثرواتهم وتحقن دماءهم، ولن يتم ذلك إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي طلب منا رسول الأمة عليه أفضل الصلاة والتسليم العمل لها وإيجادها، لتخرج الأرض خيراتها وتنزل السماء بركاتها، وقبل ذلك كله ننال بها رضوان الخالق سبحانه وتعالى، وبنعمة الله وحكمه في خلافة راشدة تتمثل خلافة الإنسان في الأرض، قال جل في علاه: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾.
وإني أدعو أهل اليمن لاغتنام الفرصة والخروج من مربع المستعمر الكافر الغربي وتسليم قضية اليمن للعاملين المخلصين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع