أعلن الجيش العراقي يوم الخميس 30/6 سيطرته على أنقاض جامع النوري الكبير الذي يعتبر رمزا لتنظيم الدولة حيث أعلن من هناك زعيم التنظيم خلافته المزعومة، وبذلك لم يتبق سوى مناطق قليلة لأتباع التنظيم في مدينة الموصل القديمة. ويوم الجمعة 1/7/2017م ذكر المتحدث باسم مكافحة (الإرهاب) (صباح النعمان) أن جهاز مكافحة (الإرهاب) يستعد لاقتحام مدينة تلعفر ومدينة الحويجة بعد تضييق الخناق على التنظيم في الموصل القديمة ومحاصرته في آخر ثلاث مناطق متبقية من المدينة.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أعلن الخميس 30/6 انتهاء كيان التنظيم بعد السيطرة على جامع النوري الكبير، وقال إن الجيش يطارد بقايا التنظيم حتى القضاء على آخر عنصر منه في العراق.
وكان تنظيم الدولة قد قام بتفجير الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء في 21/6 عندما اقترب الجيش إلى مسافة 50 متر من الجامع الأثري الذي شيد بين عامي 1172 و1173 ميلادية بأمر من الوالي نور الدين زنكي الذي حارب الصليبيين قبل هذا التاريخ بقليل.
وبعد أيام تنتهي صفحة تنظيم الدولة في الموصل ثم في تلعفر والحويجة كما انتهت في ديالى وصلاح الدين والأنبار، ثم ينتهي وجودهم في بلاد الشام أيضا.
ترى ماذا جنى المسلمون من سيطرة تنظيم الدولة على عدد من مدن العراق والشام؟ ها هو ينسحب من مدينة تلو الأخرى بعد أن أصبحت هذه المدن حطاما وشرد أهلها وقتل الآلاف من سكانها وتهدمت منازلهم، إن دخول التنظيم لهذه المدن كان مؤامرة مكشوفة من قبل حكام البلاد العملاء الذين سلموا هذه المدن للتنظيم بدون قتال، ليتم بعدها الإساءة إلى أحكام الإسلام ومفهوم دولة الإسلام من قبل اُناس حرصوا على تشويه صورة الشريعة الإسلامية وصورة دولة الخلافة، بعد أن أصبحت هذه الدولة مطلب الأمة التي تنتظر خلاصها في إقامتها. فقام هذا التنظيم بإعلان دولة هزيلة تحمل مقدمات سقوطها من أول أيام قيامها، حيث ذاق الناس تحت سيطرتهم التضييق والحصار والمعاملة السيئة من قبل تنظيم لا يفقه من أحكام الإسلام شيئا، وإذا تجرأ شخص بمناقشتهم أو بيان أحكام الإسلام الصحيحة فإنه يتعرض للاعتقال والتعذيب وأحيانا كثيرة للقتل.
إن إساءة تطبيق أحكام الإسلام أصبحت حجة لدى أعداء هذا الدين لشن حملة على أحكام الإسلام ودولته، وأصبحت الدعوة إلى دولة الخلافة تهمة يحاسب الناس عليها بسبب الإساءة التي سببها التنظيم في أحكام ما أنزل الله بها من سلطان، من قتل لأتفه الأسباب ومصادرة الأموال وتهديم البيوت وسرقة السيارات وتهجير النصارى ومصادرة ممتلكاتهم والتضييق على العلماء وقتل من يجرؤ على مخالفتهم...
إن عدم الأخذ بأحكام الإسلام الصحيحة وعدم الالتزام بطريقة الرسول e في تنفيذ الأحكام ومنها طريقة إقامة دولة الخلافة، هو العامل الأساسي في فشل التنظيم ونكبة الأمة به، وهذا الأمر لا يعذر فيه من ادعى لنفسه العلم وتحمل مسؤولية رعاية الأمة، إن كان هناك رعاية، ولكن حقيقة الأمر أن هناك مخططات إجرامية وضعها الكافر المستعمر عندما شعر بقرب قيام دولة الإسلام وبتطلع الأمة إلى هذه الدولة وصحوتها فما كان من الغرب الكافر إلا أن سهل للبعض ممن لا يفقه أحكام الإسلام ولا يعرف معنى الدولة ولا معنى دولة الإسلام، فتحرك هذا النفر يشوه الصورة ويقدم خدمة كبرى للكافر المستعمر سواء عن علم أو عن جهل وغرور!!
إن محاربة دول الكفر وأعوانهم من الحكام العملاء لحملة دعوة الإسلام بحجة محاربة (الإرهاب) لن يجدي نفعا، فإن قيام دولة الإسلام الحقيقية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، أصبح قريبا، وهذه الدولة ليست حلما يراود الناس وإنما هي واقع متصور في أذهان المسلمين ويعملون لإيجاده في الحياة، وأصبح هذا الواقع قريبا باذن الله. ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ [الإسراء: 81]
رأيك في الموضوع