قام ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بزيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة يوم الاثنين 11 نيسان/أبريل امتدت إلى 13 من نيسان/أبريل بالتزامن مع انطلاق المفاوضات السورية بجنيف يوم الأربعاء، وشارك بعدها في يومي 14- 15 من الشهر نفسه بأعمال القمة الإسلامية الثالثة عشرة التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول. وتعد زيارة الملك سلمان هذه الثانية إلى تركيا خلال ستة شهور، وتأتي بعد أقل من أربعة شهور لزيارة أجراها أردوغان إلى الرياض نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأشارت مصادر تركية إلى أن المحادثات شملت أجندة واسعة من الملفات الإقليمية المهمة تتصدرها الأزمة السورية والأزمة اليمنية والعلاقات الثنائية و(الحرب ضد الإرهاب) وجدول أعمال القمة الإسلامية الثالثة عشرة.
وتم توقيع محضر إنشاء مجلس التعاون أو التنسيق السعودي - التركي، في حضور الملك سلمان والرئيس التركي أردوغان. ويُعنى المجلس بالتنسيق بين البلدين في حوالي 20 إطاراً أو مجالاً منها المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والمالية، والمصارف والملاحة البحرية والصناعة والطاقة والزراعة، والثقافة والتربية والتكنولوجيا والمجالات العسكرية والصناعات العسكرية والأمن، والإعلام والصحافة والتلفزيون والشؤون القنصلية. وفي هذا السياق أعلن رئيس لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان التركي أن العلاقات بين السعودية وتركيا ستصل إلى أبعد الحدود.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن زيارة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز سجلت رقما قياسيا جديدا من البذخ وجنون العظمة. وأوضحت الصحيفة أن فريقا مكونا من 300 مسئول أمني سعودي سبق الملك سلمان إلى أنقرة للتحضير لوصوله، وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد الأمني حجز جميع غرف فندق جي دبليو ماريوت (فندق 5 نجوم)، لافتة إلى أن الجناح الخاص بالملك (مساحته 450 مترا) تمت تغطية نوافذه بزجاج مضاد للرصاص ورممت الجدران بالأسمنت المقاوم للانفجار بتكلفة بلغت 10 ملايين دولار، وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام المحلية.
وذكرت الصحيفة أنه «تم تخصيص نحو 500 سيارة فاخرة من جميع أنحاء تركيا لنقل الوفد المرافق للملك، إذ يصطف طابور طويل من السيارات المرسيدس السوداء وجيش صغير من السائقين بانتظار الأوامر للتحرك»، مضيفة أن المتعلقات الشخصية للملك سلمان، من الملابس والمواد الغذائية، نقلت إلى أنقرة عبر «أسطول من طائرات الشحن». البذخ وجنون العظمة لم يتوقفا عند الجانب السعودي، حيث أعدت أنقرة استقبالا أسطوريا للملك قبل قمة ثنائية مع أردوغان، حيث رافقت فصيلة خيول سيارة الملك سلمان حتى وصوله إلى مدخل المجمع الرئاسي الفخم والمثير للجدل في العاصمة التركية.
وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تقارباً في العلاقات التركية - السعودية، ومنذ شباط (فبراير) تتمركز أربع مقاتلات «أف - 15» سعودية في قاعدة إنجرليك التركية للمشاركة في غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة (الإرهاب).
هذا وقد سبق زيارة الملك سلمان زيارات متعددة لوفود عسكرية وأمنية لبحث الملفات الأمنية والعسكرية المشتركة بين البلدين.
ولا ينفصل توقع مناقشة ملف التدخل العسكري في سوريا والخطط البديلة عن ملف التحالف الإسلامي العسكري ضد (الإرهاب)، وهو بحسب مراقبين غطاء لأي تدخل محتمل، يعزز ذلك الاحتمال ما ذكرته وسائل الإعلام التركية بـأن تشكيل "جيش إسلامي" هو السبب الرئيسي وراء الجولة التي بدأها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى مصر الخميس 7 نيسان/أبريل، وبعدها تركيا.
ونقلت صحيفة "صباح" التركية، أن "الجيش الإسلامي"، يأتي في أولوية أجندة الملك سلمان، خلال زيارته للبلدين، مشيرة إلى أن الجيش الذي سيؤسس تحت زعامة تركيا والسعودية، سيتحول إلى واحد من أهم التكتلات العسكرية، القادرة على قلب موازين المنطقة، وأشارت إلى أن زيارة سلمان إلى مصر، كانت لرغبته في تذويب الخلافات بين البلدين (ويبدو أنه فشل في ذلك بدليل ما حصل في مؤتمر قمة العالم الإسلامي بين مصر وتركيا) وإعادة التطبيع استعدادا لتشكيل الجيش الإسلامي، حيث إن القاهرة وأنقرة من أهم القوى المؤثرة بالمنطقة، مؤكدة أن الهدف من الجيش الإسلامي، هو التصدي لكل التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن ولبنان".
تفاصيل الخطة "باء" تداولتها عدة تقارير منها ما ذكرته محطة CNN التلفزيونية الأمريكية في 26 شباط/فبراير الماضي بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تجري في الأيام الأخيرة مناقشات بشأن "الخطة البديلة" في سوريا تحسبا لانهيار وقف إطلاق النار هناك، مشيرة إلى أن الخطة البديلة المذكورة قد تشمل إمكانية إرسال قوات خاصة إضافية، إضافة إلى إنشاء مناطق حظر جوي في سوريا.
ووفقا ل CNN فإن القوات الخاصة الإضافية يمكن أن تستخدمها واشنطن لزيادة عدد عمليات مكافحة (الإرهاب)، وكذلك لتدريب مسلحين من المعارضة السورية "المعتدلة" وتقديم الاستشارات دعما لها، وتقتضي "الخطة البديلة" تزويد هؤلاء بمزيد من الأسلحة، إلى جانب نية الإدارة الأمريكية إشراك "دول أخرى" (ولم تذكرها المحطة) لتوريد أسلحة ومساعدات أخرى للمعارضة المسلحة. ومن المتوقع أن تكون "الدول الأخرى" السعودية وتركيا وممكن غيرهما في حال قررت أمريكا التدخل عسكريا من خلال قوات برية ترسلها إلى سوريا لحفظ نفوذها وتنفيذ سياستها.
بقي أن نقول إن كل اجتماعات هؤلاء الزعماء وللأسف الشديد لا تأتي بخير لأمة لا إله إلا الله، فكل اجتماعاتهم لا تكون إلا بأمر أسيادهم ولتنفيذ مخططات الكفار؛ فهم يجتمعون في أنقرة للتآمر على ثورة الشام ويؤكدون انخراطهم في المشروع الأمريكي بالإصرار على المفاوضات مع نظام الإجرام والحفاظ على مدنية الدولة ومؤسساتها وتشكيل أحلاف وجيوش بحجة (محاربة الإرهاب) وهي في الحقيقة للوقوف بوجه وإجهاض أي مشروع مخلص يمكن أن يهدد كياناتهم العميلة.
رأيك في الموضوع