جاء في تقرير مصور في سكاي نيوز للأنباء، تصاعد الخلاف داخل تحالف الحوثي - صالح، وأفاد التقرير أن طرفي التحالف وهم الحوثيون من جهة، والرئيس المخلوع علي صالح من جهة أخرى، على خلاف فيما بينهما، قد يؤدي إلى تصدع ذلك التحالف، وأن ذلك الخلاف قد ازداد في الظهور بعد تعيينات قام بها رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، في الأوساط العسكرية والأمنية، وصلت إلى مستوى نائب الأركان في الجيش، ورئيس جهاز الأمن السياسي، وغيرها من التعيينات العسكرية، التي تحاول بها جماعة الحوثي إزاحة القيادات العسكرية التابعة في الولاء للمخلوع صالح، وإحلال قيادات جديدة تابعة للحوثيين. وأن هذه التعيينات قد أثارت غضب المخلوع صالح.
وكان القيادي الحوثي عضو اللجنة الثورية العليا محمد المقالح، قد نشر في صفحته على الفيس بوك، أن تصرفات صالح لم تعد مقبولة وهو يحاول تصدر المشهد السياسي إلى جانب (السيد) على حد تعبيره، في إشارة إلى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة الوطن السعودية أن موظفي السفارة الإيرانية في صنعاء يقومون بالوساطة لتهدئة الخلاف بين الجماعة والمخلوع صالح.
وذكرت الصحيفة أن طهران قدمت نصائح للحوثيين بكيفية التعامل مع المخلوع صالح، وأن تلك النصائح تتلخص في أمرين:
الأول عدم معاداته ومحاولة تحييده، إن لم يكن استمالته لصالح الجماعة.
والثاني عدم الاعتماد على استمرار التحالف معه، وأنه ليس حليفا موثوقا به، وأنه يجمع بين المتناقضات!
وهذا يوضح أن إيران التي تقف خلف الحوثيين لا تثق بعلي صالح، وأنها لا تسعى لاستمرار ذلك التحالف، ما يؤكد أن هذا التحالف ليس طبيعيا ولا متوافقا، وإنما يظهر أن كل طرف مفروض على الآخر.
وكان علي صالح قد طالب علنا في وقت سابق بحل اللجنة الثورية وعدم شرعية الإعلان الدستوري الذي يستند عليه الحوثيون في حكم اليمن حاليا بعد انقلابهم على حكومة عبد ربه هادي، وطالب علي صالح بالرجوع إلى البرلمان (المنتخب) الذي يحظى فيه حزبه بأغلبية كبيرة.
وهكذا يظهر بجلاء أن كل طرف من أطراف ذلك التحالف (الحوثي - صالح) إنما يسعى من خلال تحالفه مع الطرف الآخر، تحقيق مكاسب خاصة: الحوثيون من أجل استخدام الجيش لمزيد من التوسع والتقدم العسكري، وصالح من أجل حرمانهم من الانفراد بالمشهد السياسي.
ورغم أن الحوثيين استفادوا من تحالفهم مع صالح من خلال تحييد الجيش حين اقتحامهم لمدينة عمران ثم صنعاء، إلا أنهم اليوم يعلنون الامتعاض من ذلك التحالف الذي جعل صالح يتقاسم معهم السلطة والنفوذ وحتى التمثيل السياسي في المحافل الدولية.
ورغم حصول الحوثيين على الاعتراف الدولي وخصوصا الأمريكي لهم كجماعة لها مطالب (شرعية) وتعامل الأمم المتحدة الواقعة تحت السلطان الأمريكي، معهم كند وطرف سياسي مقابل للحكومة اليمنية، إلا أنهم لا يستطيعون الانفكاك حاليا من تحالفهم مع صالح، ذلك أن معظم المقاتلين اليوم في ذلك التحالف هم من أفراد الجيش الذي تحتفظ قياداته بالولاء للزعيم السابق علي صالح - كما يصفه الإعلام التابع له.
ومن المتوقع أن يعمل الحوثيين بالنصائح الإيرانية في عدم معاداة صالح. ولكن أيضا في عدم الاعتماد على الاستمرار في التحالف معه إلى ما لا نهاية. خصوصا مع التقدم الميداني التي تحرزه قوات التحالف العربي المساندة لقوات عبد ربه هادي.
إلا أنه ليس من المنتظر في المستقبل القريب أن يتخلى طرفا التحالف (الحوثي - صالح) عن بعضهما للحاجة الحيوية لكل طرف للآخر.
ولا بد من الإشارة هنا أن مصادر إعلامية قد كشفت سابقا عن محاولات أمريكية بوساطة مغربية لتقديم عروض لصالح لمغادرة اليمن والمشهد السياسي مقابل ضمان عدم ملاحقته مع أفراد أسرته، إلا أن صالح أعلن حينها أنه رفض تلك العروض.
وهذا يؤكد رغبة أمريكا في التخلص من رجل الإنجليز الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثين عاما، تسهيلا منها لمهمة الحوثيين الاستفراد بالمشهد السياسي، على الأقل في المناطق التي يسيطرون عليها.
ولكن الإنجليز أصحاب العراقة والتاريخ في استعمار اليمن ما زالوا يلعبون بورقة اللعب الرئيسة وهي إسناد عبد ربه هادي ومعه مشيخات الخليج التابعة لهم لتثبيت سيطرتهم على جنوب اليمن ومحاولة التمدد داخل الجغرافيا اليمنية للتخلص من مزاحمة أمريكا على قاعدة مثلث الثروة في جزيرة العرب.
رأيك في الموضوع