قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن حكومته تسيطر على أكثر من 70% من الأراضي اليمنية، جاء ذلك في لقاء له مع صحيفة الشرق الأوسط الصادرة الأحد 16 ربيع الأول 1437ه، الموافق 27 كانون الأول / ديسمبر 2015م، وقال المخلافي إن خط المفاوضات لا زال قائماً، وأن هناك ضمانات دولية لتلك المفاوضات باتجاه إبداء حسن النية من قبل الحوثيين تتمثل في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد أعلن عن جولة مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن، ستعقد في 14 من الشهر القادم.
وفي الجانب الميداني تقوم حكومة هادي مسنودة بقوات التحالف، بالتقدم في المحافظات المحيطة بصنعاء وأهمها محافظة الجوف ومأرب، وتدور حاليا معارك شرسة في منطقة نهم على بعد 20 كيلومترا من صنعاء. بينما لا زالت هناك جبهات قتال مشتعلة في مناطق عدة في البلاد أهمها تعز والبيضاء وحرض والساحل الغربي.
ورغم التقدم الذي تحرزه ما تسمى القوات الشرعية التابعة لحكومة هادي، إلا أن ذلك التقدم يجري ببطء ولا يمكن وصفه بالتقدم الدراماتيكي، بل لا زالت جبهة تحالف (الحوثي/ صالح) متماسكة في عدة مناطق من جبهات القتال، بل تحاول اختراق صفوف الحكومة ببعض التفجيرات والاغتيالات داخل ما يسمى المناطق المحررة وأهمها مدينة عدن.
إلا أن المشهد العام يتضح فيه التقدم العسكري لقوات الحكومة مع التحالف العربي خصوصا في الجبهات المحيطة بالعاصمة صنعاء.
ويبدو أن جولة المفاوضات القادمة ستعقد في الموعد المحدد لها، لأن الحوثيين بحاجة لها إذ تعتبرهم الأمم المتحدة جهة رسمية للتفاوض مع حكومة هادي، وهنا يظهر التمايز في معايير الأمم المتحدة في اعتبار الحوثيين طرفاً رسمياً في المفاوضات ويمتلكون مطالب شرعية، رغم أنهم وفق معايير الأمم المتحدة مليشيا عسكرية قامت بفرض مكاسبها باستخدام القوة!! ما يكشف أن للحوثيين سندا دوليا قويا يجعلهم غير آبهين حتى بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وأشهرها قرار 2216.
وفي السياق ذاته التقى السفير الأمريكي لدى اليمن بأحد القيادات الحوثية السابقة مؤخراً، وأكد السفير على حق الحوثيين في التواجد في الحل السياسي القادم لليمن. وهذا يعني دعماً أمريكياً قويا لتلك الجماعة في المحافل الدولية في الوقت الذي يرفع فيه الحوثيون شعار الموت لأمريكا!!!
ولهذا فإن الحكومة اليمنية نفسها تعلم أن الحوثيين سيكونون جزءا من النظام القادم في البلاد، وأنه لا مفر من ذلك، فقد صرح بذلك عدة مرات نائب الرئيس اليمني خالد بحاح قائلا إن الحوثيين جزء من أبناء اليمن ولهم الحق في التمثيل السياسي.
وعلى هذا الأساس سيتجه الطرفان لجولة المفاوضات القادمة منتصف الشهر القادم، الحوثيون من أجل كسب موقع مهم في السلطة القادمة معززين بالدعم الدولي لهم، وبما لهم من قوة داخل الأراضي اليمنية. والحكومة راضخة أمام الضغوط الأمريكية، وإقرارا منها بعدم تفوقها العسكري في البلاد.
إلا أن الجدير ذكره هنا أن أهل اليمن هم الخاسر الأكبر في الحرب والسلم بين الطرفين:
ففي الحرب هم وحدهم وقود المعارك الدائرة في البلاد.
وفي السلم تقاسم الثروة والنفوذ بين طرفي النزاع خدمة لمصالح الأسياد الغربيين.
ثم إن الطرفين سيوقعان على نظام حكم تفرضه عليهم الأمم المتحدة (الغرب الكافر) ليبقيهم بعيدا عن مشروع الأمة، الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة التي تتوق شعوب العالم الإسلامي للوصول إليها..
إلا أن الهيمنة الغربية وتبعية قيادات المنطقة لها، تبقي الغرب الكافر ممسكا بملفات المنطقة في يده، ولا سبيل للانعتاق من تلك الهيمنة إلا أن تنزع ملفات قضايانا من تلك القيادات، التي أثبت التاريخ والوقائع خيانتها لله ولرسوله وللأمة الإسلامية. وأن يسير الناس خلف القيادات المخلصة من أبناء الأمة الذين يقدمون التضحيات في سبيل إعادة الأمة الإسلامية إلى مسارها الصحيح في تطبيق شرع ربها وحمله للعالم، لتعود إليها مكانتها القيادية بين الأمم.
رأيك في الموضوع