نشر موقع (الجزيرة نت، الجمعة، 29 شوال 1439هـ، 13/07/2018م) خبرا جاء فيه: "كتب ديفيد بارشارد - صحفي ومستشار وأستاذ جامعي سابق في تركيا - أن تنصيب رجب طيب أردوغان أول رئيس تنفيذي لتركيا يجعل الأتراك ينظرون بترقب لتغيير غير مسبوق في نظامهم الحكومي منذ نهاية الإمبراطورية العثمانية وإعلان الجمهورية في عام 1923م. تغيير هدفه هو إنشاء آلة إدارية سريعة التحرك يقود دفتها الرئيس شخصيا لضمان مكانة تركيا دولة عظيمة وقوية.
وتساءل الكاتب في مقاله بموقع ميدل إيست آي عن إمكانية إعادة أردوغان تركيا لعظمتها وقوتها، واعتبر ما حدث ثورة أكثر عنفا من أي شيء وقع في السنوات الـ16 السابقة منذ وصول حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى السلطة وستستغرق آثارها عدة سنوات حتى تنكشف بالكامل، لكن الشعور بها سيكون في كل مجال من مجالات حياة الأمة على الفور".
الراية: نعم إن أردوغان يستطيع أن يعيد تركيا لعظمتها وقوتها، إذا هو مد جسور الاتصال الحقيقي مع الله سبحانه وتعالى، ولم يحارب شريعته، ويزج بالعاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وإعادة مجد تركيا وعظمتها وقوتها في السجون، فيحكم عليهم على مدار عقد ونصف ما مجموعه 1621 سنة من السجن!
ويستطيع أن يعيد تركيا لعظمتها وقوتها، إن هو استبدل بالنظام الاقتصادي الرأسمالي نظامَ الإسلام الاقتصادي، فليس المهم عند المسلم أن يعيش حياة رخاء في ظل أنظمة تقصي دينه وأحكامه عن حياته، فيكون رخاؤه نتاج اقتصاد قائم على الربا والديون الخارجية والداخلية والسماح بالبغاء وبيع الخمور، والصفقات التجارية غير المتناهية مع الكيان الغاصب لأرض الإسراء، لأن السؤال الكبير وقتها هو: أين الإسلام؟ لا أين الدولار!
نعم يستطيع أردوغان أن يعيد تركيا لعظمتها وقوتها، إن هو مد يد تركيا وأبصارها نحو العالم الإسلامي، ليكون نواة توحيده ووحدته، وإعادة الكيان الذي تم تفتيته، فتكون قوة تركيا مستمدة من امتدادها الإسلامي، ونظامها الرباني، وقوة الأمة الإسلامية الهائلة وثرواتها غير المحدودة، فيقطع بذلك على الغرب كل وسائل نهبهم لبلاد المسلمين وثرواتهم، ويعيد للأمة مجدها وسؤددها.
إلا أن الواضح أن بوصلة أردوغان للأسف هي متجهة نحو الغرب الكافر المستعمر، ونحو العلمانية والرأسمالية، وتوطيد العلاقات مع أمريكا وأوروبا وكيان يهود، وكل هذا يغرق تركيا في منظومة الضعف والتبعية، لا العظمة والقوة، ولكن أهل تركيا، لن يلبثوا إلا قليلا حتى تنقشع الغمامة عن أعينهم، فينبذوا كل من يحارب دينهم، ولن يرتضوا عن ذلك بديلا.
رأيك في الموضوع