نشر موقع (وكالة الأناضول، الخميس، 1 جمادى الأولى 1439هـ، 18/1/2018م) خبرا جاء فيه: "أعد فريق خبراء تابع للمنظمة الدولية بين يومي 1 كانون الثاني/يناير و31 كانون الأول/ديسمبر الماضيين، تقريرا شاملا عن اليمن، من المقرر أن يقدمه إلى مجلس الأمن الدولي مطلع شباط/فبراير المقبل.
التقرير خلص إلى أنه بعد مضي ثلاثة أعوام من النزاع، فإن سلطة الحكومة الشرعية تآكلت إلى مرحلة الشك في قدرتها على توحيد اليمن، موضحا أن فريق الخبراء بنى هذا الاستنتاج على أربعة عوامل، على رأسها: "عدم قدرة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على فرض سيطرته من الخارج على كامل الأراضي المحررة".
والعوامل الأخرى هي: "تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن أن هدفه هو استقلال الجنوب"، و"استمرار تواجد الحوثيين في صنعاء وغالبية المناطق في الشمال"، وكذلك "انتشار القوات العسكرية بالوكالة، التي يتم تمويلها وتسليحها من أعضاء في التحالف العربي بقيادة السعودية، والذين لهم أهداف خاصة على الأرض".
وفي جنوب اليمن، بحسب التقرير، أصيبت حكومة هادي بالضعف بسبب انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أصبحت مسألة انفصال الجنوب "احتمالية حقيقية"."
الراية: إن ما يحدث في جنوب اليمن ما هو إلا امتدادٌ للصراع الإنجلوأمريكي عبر الأدوات المحلية والإقليمية، فبينما تسعى أمريكا المجرمة إلى تثبيت جماعة الحوثيين وذلك من خلال إشراكهم في مستقبل اليمن السياسي كطرف رئيسي وذلك بإفساح المجال لهم من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من المساحة الجغرافية في شمال اليمن، والضغط المتواصل للخروج من أزمة اليمن ضمن الحل السياسي، فهي، أي أمريكا، تسعى في المقابل إلى إحياء جناح الحراك المتشدد في الجنوب والمطالب بحق تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب، ففي المقابل وفي الوقت نفسه تقف بريطانيا لأمريكا بالمرصاد عن طريق دولة الإمارات وذلك بالعمل على احتواء الحراكيين الجنوبيين أو حتى تصفيتهم، وكذلك بالعمل على استعادة المدن بالحسم العسكري... وبعد نجاة طارق محمد عبد الله صالح وأخيه فهما يقومان بالدور الموكل إليهما من بريطانيا عبر الإمارات وذلك للتواصل مع قوات الحرس الجمهوري ومشايخ القبائل وأعضاء حزب المؤتمر وتجار العملات والمواد الغذائية لتضييق الخناق على الحوثيين. وبالمقابل قامت أمريكا بتحريك مكونات "الحراك الجنوبي" وأصدرت بياناً حذّرت فيه دول "التحالف العربي" من استضافة أي من القيادات التابعة لنظام علي عبد الله صالح، كما أوعزت أمريكا للسعودية بوضع وديعة بمبلغ ملياري دولار في البنك المركزي في عدن لاسترضاء أبناء الجنوب وقوفا أمام ما تقوم به الإمارات خدمةً لبريطانيا. ويجدر أن نذكر أن أهل اليمن باتوا يعلمون علم اليقين أنه لا مخرج لهم من هذه الأزمات ولا سبيل لحل لمشاكلهم، وقبل ذلك لا نوال لرضوان ربهم سبحانه وتعالى؛ إلا بالعمل الجاد والمنتج والسعي الحثيث والمخلص لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي بها ينعتقون من ربقة الدول الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا الصليبيتان، وفيها يأمنون على أرواحهم ودمائهم، وعلى ثرواتهم ومقدراتهم، وعلى أعراضهم، ويفوزون بعز الدارين وسعادتهما.
رأيك في الموضوع