خرجت الأسيرة الفلسطينية شروق البدن 27 عاما من سجن الدامون يوم الخميس 2 شباط/فبراير 2023م بعد اعتقال إداري دام 14 شهرا. وقد تعرّضت شروق للاعتقال لأول مرة في 15 تموز/يوليو 2019، وأمضت سنة رهن الاعتقال الإداري، وأُعيد اعتقالها في شهر أيلول/سبتمبر 2020، وأمضت 8 أشهر كذلك، وأُفرج عنها في شهر أيار/مايو 2021، ثم أعيد اعتقالها في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2021. وقالت شروق بعد خروجها من السجن إنها لا تشعر بشيء من الحرية، بل تشعر بالغصة والخوف على صديقاتها في السجن اللواتي لم تستطع حتى وداعهن. فقد شنت إدارة سجن الدامون هجمة قمعية جديدة ضد الأسيرات عقاباً لهن على احتفالهن بالعملية البطولية التي نفذها الشهيد خيري علقم رحمه الله في القدس المحتلة - والتي قتل فيها 7 مستوطنين وأصيب آخرون بجروح خطيرة - وقد أغرقت وحدات القمع غرف الأسيرات بالمياه الباردة ثم اقتحموها وضربوهن وسحلوهن مستخدمين العصي الكهربائية، ونقلوهن إلى زنازين العزل الانفرادي.
وأفاد بيان صحفي أصدره القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أنه: بحسب معطيات نادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال اعتقل 172 فلسطينية خلال العام الماضي، ويبلغ عدد الأسيرات اليوم 28 أسيرة، بينهن ثلاث قاصرات. ومن بين الأسيرات، ست جريحات أصبن خلال عملية اعتقالهن. وتعتبر حالة الأسيرة إسراء جعابيص أصعب الحالات، إذ تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة أصابتها خلال حادث اعتقالها عام 2015م.
وأضاف البيان: أما سجن الدامون فهو يقع في دالية الكرمل قضاء حيفا المحتلة، وهو أحد سجون كيان يهود الذي يخصص قسم منه للأسيرات. ويعود السجن إلى فترة الانتداب البريطاني إذ أنشأه كمستودع للتبغ، ثم حُول ليصبح أحد أقسى سجون الاحتلال على الأسرى والأسيرات.
وتابع البيان الصحفي: وقد تضاعف العنف الجسدي نحو الأسيرات خلال حملات القمع في السنوات الخمس الأخيرة مقارنة بالسنوات السابقة. وتعيش الأسيرات قمعاً يومياً في سجن الدامون، عبر العزل الانفرادي الذي تستخدمه إدارة السجون بشكل دائم لمعاقبتهن وفق أي ذريعة تسوقها. وحين تُعزل الأسيرة، تُحرم من "الكانتينا"، أي مقصف السجن، ومن "الفورة"، أي الخروج إلى ساحة السجن، كما تُمنع من أخذ ملابسها، وتُعطى بطانية رطبة رائحتها كريهة، ويوضع سجان على باب الزنزانة. أي تُفصل الأسيرة بشكل كامل عن الواقع، فلا تكون لها اتصالات مع الأسيرات أو المحامي وتمنع من الزيارة. ناهيك عن كاميرات المراقبة المنتشرة في السجن، والتي تخترق خصوصيتهن. وقد خاضت الأسيرات احتجاجات ضد وضع الكاميرات في سجن هشارون.
ولفت البيان إلى أن سنوات تنقضي من حياة الأسيرات تحت ظروف قاسية صعبة بعيدا عن أهلهن وأزواجهن وأطفالهن، وليس هناك من يخفف أو يدافع عنهن من جمعيات حقوق المرأة والجمعيات النسوية التي تدعي حرصها على المرأة وحياتها وكرامتها وحقوقها. تلك الجمعيات والمؤسسات التي ظهر عوارها وأهدافها الخبيثة وأنها تريد النيل من المرأة المسلمة بحجة الحقوق والمساواة، وهي في الحقيقة تريد إخراجها من بيتها وعفتها وكرامتها لتكون مسخاً للمرأة الغربية.
وختم البيان الصحفي مؤكدا على أن الأسيرات: لن يحررهن ويحرر كل الأسرى إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستحرر الأرض وتحمي العرض.
رأيك في الموضوع