لقد شقي العالم منذ أن تحكمت فيه الدول الرأسمالية بوصفها دولاً كبرى في العالم، وشقي بالاستعمار الذي هو طريقة لتنفيذ فكرة مبدئها الرأسمالي. وسيظل العالم شقياً ما دامت هذه الدول الكبرى تتحكم فيه وتتزاحم فيما بينها لبسط نفوذها عليه، وما دام الاستعمار له أي وجود، مهما تغير شكله، واختلفت أساليبه. ولن يتأتى خلاص الأمة من هذا الشقاء إلا بإزالة المبدأ الرأسمالي من الوجود.
وليس غير الإسلام القادر على ذلك، بل هو الوحيد القادر على إزالة الاستعمار وهدم الرأسمالية بإزالة فكرتها من نفوس معتنقيها بوصفها وجهة نظرهم في الحياة، وعرض الإسلام كفكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة، لتتناولها جميع الشعوب والأمم ولتوضع محل بحث ونقاش بين الدول جميعها، ولا يمكن تطبيق ذلك عملياً إلا بوجود الدولة الإسلامية القوية في المسرح الدولي.
لذلك لا بد من وضع حد لشر الرأسمالية الذي يطغى على العالم منذ قرون عدة، ولا بدَّ من إيجاد الدولة القادرة على فعل ذلك ألا وهي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لترد مكر الحاقدين لقوله تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
رأيك في الموضوع