نشر موقع (القدس العربي، الأحد، 28 صفر 1441هـ، 27/10/2019م) خبرا جاء فيه: "بعد 20 عاماً من الغياب، استأنفت وكالة السفر (الإسرائيلية)، "Flying carpet"، تنظيم رحلات إلى المغرب.
وبالتالي، سيتم إجراء خمس رحلات شهرياً من (إسرائيل) نحو الدار البيضاء ومراكش وطنجة ووجدة، قادمة من تل أبيب عبر شركة طيران (إسرائيلية)، اعتباراً من أيار/مايو 2020.
وتركت وكالة السفر (الإسرائيلية) هذه، (Flying carpet)، أنشطتها السياحية في المغرب بقرار من السلطات، وكان لها مكتب في الرباط، ونظمت العديد من الرحلات إلى مراكش.
وهذا لم يمنعها من استئناف أنشطتها في المغرب من خلال الرحلات الجوية غير المباشرة، والتي كانت من فرنسا وإسبانيا.
وزار ما يقرب من 80 ألف مواطن (إسرائيلي) المغرب في عام 2018، على الرغم من عدم وجود رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وفقاً لدراسة نشرت في المجلة المغربية "La Vie Éco".
وقالت إينات ليفي، مؤلفة الدراسة آنذاك، إن "التعاون الحالي بين (إسرائيل) والمغرب واسع نسبيا ومصالحهما المتبادلة قوية ودائمة".
وأكدت الباحثة (الإسرائيلية) على أنه "يعيش اليوم حوالي مليون يهودي مغربي في (إسرائيل)، ويزور عشرات الآلاف من (الإسرائيليين) المغرب كل عام للسياحة أو التجارة أو الزيارات العائلية، كما هو الحال في علاقات (إسرائيل) مع الدول العربية الأخرى و(الإسلامية)".
الراية: لم يكن النظام المغربي في يوم من الأيام في حالة قطيعة أو عداء مع كيان يهود الغاصب للأرض المباركة فلسطين، فقد جاء في الخبر أعلاه "وبدأت العلاقات بين (إسرائيل) والمغرب في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وتقول الدراسة: "هناك أيضا تعاون في مجال الزراعة، وإن كان محدودا"، حيث يوفر المغرب (لإسرائيل) منتجات زراعية مثل السردين والزيوت، بينما تصدر (إسرائيل) إلى المغرب التكنولوجيا المعرفية للعلوم والزراعة، مثل أنظمة الري المعروفة باسم الري بالتنقيط.
وكان (لإسرائيل) والمغرب نهج أقرب في عام 1976 عندما استضاف الملك الحسن الثاني، للمرة الأولى، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين، الذي جاء لطلب المساعدة المحتملة من المغرب لتعزيز الحوار بين (إسرائيل) ومصر.
وبعد مرور عام، نظم المغرب اجتماعاً سرياً بين وزيري الخارجية المصري و(الإسرائيلي)، مما مهد الطريق لزيارة السادات الشهيرة لـ(إسرائيل).
وفي أوائل التسعينات، عززت اتفاقيات أوسلو العلاقات بين البلدين، وفي أيلول/سبتمبر 1993، زار رابين وبيريز المغرب في طريق عودتهما من حفل توقيع إعلان المبادئ مع منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، لتعزيز العلاقات الرسمية بين (إسرائيل) والمغرب. وقد زاد التعاون بين المغرب و(إسرائيل) بقوة، حيث بدأتا تشهدان فترة من الرواج الاقتصادي المتبادل".
إلا أن إعلان هذه العلاقة الآن يبين مدى جرأة النظام المغربي على كشف المستور وجعل التطبيع مع كيان يهود علنيا ومفضوحا، فيريد أن تكون الرحلات مباشرة وليس بطريقة ملتوية عبر إسبانيا وفرنسا في تحدٍ واضح لمشاعر المسلمين، وفي انفصام عن حالة الغليان التي تشهدها بلادهم وثوراتهم المستمرة على الفاسدين والعملاء، وكأن النظام المغربي يظن نفسه بمنأى عن ذلك. لذلك فالواجب على أهل المغرب أن يسقطوا هذا النظام العميل وأن يقيموا على أنقاضه دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تحرك الجيوش وليس الطائرات السياحية لتحرير فلسطين، وأن لا يسكتوا على خياناته وجعجعات لجنة القدس التي يترأسها.
رأيك في الموضوع