أكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا في بيان صحفي: أن التناقضات التي تعيشها المسألة السورية واضحة لا تغيب عن العيون. حيث قال: إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تقدم له أمريكا الأسلحة تنظيماً إرهابياً حسب تركيا؛ فكيف يمكن لأمريكا أن تصبح صديقةً وحليفةً؟! وإذا كانت روسيا وإيران تقفان إلى جانب نظام أسد القاتل حسب تركيا؛ فكيف يمكن لتركيا أن تسير معهما في أستانة وسوتشي، وتعتبرهما صديقتين وحليفتين؟! وإذا كانت تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري المظلوم وثورته المحقة؛ فكيف نفهم تسليمها مناطق الهدنة ونقاط المراقبة وحلب والآن إدلب إلى نظام أسد، بل كيف نفهم كذلك إرسالها إشارات اللقاء إلى نظام أسد؟! وقال البيان: إن من يجيب على هذه الأسئلة بصدق وجرأة وإنصاف يدرك تماماً أن فخاً كبيراً ينصب للمسلمين المظلومين. فالقضية هي قضية إعادة تسليم سوريا كلها لنظام أسد باسم "وحدة الأراضي السورية"، وبعدها إعادة المشروعية للنظام على طاولات الخيانة والمحافل الدبلوماسية. وتتولى أمريكا توزيع الأدوار بين تركيا وروسيا وإيران وحزب العمال الكردستاني والمعارضة التي يتم جمعها تحت مسمى "الجيش الوطني"، وتقوم تركيا بتوجيهها حسب ما يقتضيه سير الأحداث. ونوه البيان إلى: أن تركيا التي تعبر عن قلقها من موجة نزوح جديدة خلال عملية تصفية إدلب وتسليمها للنظام؛ تفكر في تشكيل خط بذريعة حزب الاتحاد الديمقراطي، وأمريكا تتظاهر بتهديد تركيا من جانب، وتدفع الأكراد إلى أحضان النظام من جانب آخر، وتهيئ أرضية عودة المناطق الكردية إلى النظام. وختم البيان مؤكدا: أن هذه العملية "نبع السلام" التي انطلقت بضوء أخضر من أمريكا، لا يمكنها أن تكون من أجل خير الإسلام والمسلمين أو الأتراك أو السوريين. وإن هدف هذه العملية ليس تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، الحليف لأمريكا والنظام وأعوانه، بل تأتي هذه العملية في إطار التحضيرات الجارية للحرب الذي ستطلق على الفصائل التي دمغت بدمغة "الإرهاب"، والتي تقف في وجه النظام في إدلب، وتمهيداً لفتح ميدان لتوجيه آلاف السوريين الأبرياء إليه من داخل سوريا ومن تركيا.
رأيك في الموضوع