بعد أن أصبحت دولة الخلافة على منهاج النبوة مطلب الأمة الوحيد، التي بقيامها يرضى الله سبحانه وتعالى عن الأمة فينزل عليها النصر والتمكين ويرفع عنها ظلم الظالمين، والتي بها يتم تطبيق أحكام الإسلام العظيم، فيأمن الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وبها تتحرر البلاد والعباد من هيمنة الغرب الكافر الفكرية والسياسية والعسكرية والاقتصادية... بعد أن اتضحت هذه الأمور لدى الأمة، وتأكد عندها بأن الخلافة على منهاج النبوة هي المخلص الوحيد لها مما تعيشه من ظلم وعوز، ظلت كيفية الوصول إلى إقامتها غير واضحة لديها.
هناك أحداث قد تلتبس على البعض حينما تفاجئهم فلا يجدون الوقت الكافي لتقييمها تقييما صحيحا، وقد يقع البعض في خطأ التقدير والتقييم لا سيما عندما يكون الغموض وعدم اكتمال الصورة، ولا يكتشفون حقيقة الأحداث إلا بعد أن تبدأ الأمور بالتكشف والأحداث بالتجلي، فتتغير حينها الرؤية ويجري إعادة التقييم. وفي هذه المقالة نحاول أن نسلط الضوء على حادثة إعلان تنظيم الدولة للخلافة بعد مرور عام عليها، وتجلي الأمور أكثر فأكثر ليتمكن من أخطأ في التقدير والتقييم من إعادة تصور المشهد تصورا صحيحا.
في الذكرى الرابعة والتسعين لهدم دولة الخلافة، يتأكد للمسلمين في جميع أنحاء العالم أنه بسبب غياب جُنتهم (إمام المسلمين وخليفتهم) الذي يُقاتل من ورائه ويُتقى به، توالت النكبات عليهم وفي جميع أنحاء العالم، من شرقه إلى غربه، فلم يبق شعب في هذه الأمة إلا ولُطم، في فتن قال عنها رسول الله الصادق الأمين، محمد r: «... ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ...» سنن أبي داود.
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني