في هذا المقال سأتحدث عن دور الإمارات في حرب اليمن ولمصلحة من تحارب؟ ولماذا تظهر خلافاتها مع السعودية بين الحين والآخر؟ ولماذا أسقطت الإمارات طائرة سعودية في مأرب قبل أيام؟ مع أن أهدافهما المعلنة هي القضاء على الانقلابيين ضمن قوات التحالف بقيادة السعودية فما هو سر ذلك الاختلاف؟
الحقيقة أن جميع دول الخليج هي عميلة لبريطانيا باستثناء السعودية التي تتصارع أمريكا وبريطانيا عليها منذ وصول الملك سعود إلى الحكم، وبرحيل الملك عبد الله الذي نكست بريطانيا علمها ثلاثة أيام حزناً عليه، ووصول عميل أمريكا سلمان إلى الحكم وانقلابه الأبيض على أتباع بريطانيا الذي أدى إلى ضعف نفوذهم فيها. فكلفت أمريكا سلمان بعاصفة الحزم للقيام بضربات محدودة لإضعاف صالح وتقوية الحوثي لإجبار عملاء الإنجليز على القبول بمشاركته في الحكم. إلا أن بريطانيا عملت على إفشال أهداف أمريكا فكلفت الإمارات بمهمة خاصة تتمثل في تدوير حكم صالح وإزاحة الحوثي وإضعاف هادي ومظاهر تحقيقها لهذا الهدف يمكن إجماله في ما يلي:
1-انفرادها في القيام بأعمال عسكرية محدودة
2- اختلافها مع السعودية على التعيينات في المناطق المحررة
3- تكرارها للضربات المتعمدة للمقاومة ثم تقديم الاعتذار
4- تأخر الحسم العسكري في بعض المناطق
أما انفراد الإمارات في القيام بأعمال عسكرية محدودة فهذا يؤكد أنها تعمل لحساب جهة تختلف عن الجهة التي تعمل السعودية لحسابها، فرغم أن السعودية هي قائدة قوات التحالف العربي التي الإمارات هي أحد أعضائها البارزين والمؤثرين إلا أنها تخالف أمر السعودية عندما يصطدم ذلك الأمر مع سياسة سيدتها بريطانيا. فعند دخول الحوثيين عدن في عام 2015م، ثم لقاء قادتهم في عمان بعلي ناصر محمد لتسليم عدن له بتوجيهات أمريكية سارعت الإمارات بالتنسيق مع صالح لسحب الحرس الجمهوري من عدن فأصبح الحوثيون هدفاً لضرباتها الجوية والبرية فأخرجت الحوثي منها رغم رفض السعودية لدخول عدن. كما نسقت الإمارات مع صالح بداية هذا العام 2017م فتمت السيطرة على المخاء وإخراج الحوثيين منها.
وهي تحاول اقتحام العاصمة صنعاء من جبهة نهم إلا أن ضغوطات أمريكا عليها بشدة ورفض السعودية للمشاركة لها في ذلك جعلها تؤخر ذلك القرار إلى أجل غير مسمى.
وأما اختلاف السعودية مع الإمارات في التعيينات في المناطق المحررة فهو ظاهر ولا يخفى على من يتابع الأحداث. وقد دب الخلاف بينهما مبكرا قبل خلافاتهما على التعيينات بسبب إنقاذ الإمارات لصالح من إحدى غارات عاصفة الحزم فقد أشار موقع مصر العربية في 4/4/2015م إلى ذلك بشكل مباشر (كشف مسئول يمني رفيع في تصريح خاص لمصر العربية أن ثمة خلافاً بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بسبب إبلاغ أبو ظبي نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح السفير اليمني لديها، بعملية عاصفة الحزم قبل قصف صنعاء بساعة..)، ثم كانت الاختلافات على التعيينات. فقد عين هادي نايف البكري محافظاً لعدن بعد دخول الإمارات إلا أنها سعت بقوة حتى تمت إقالته. كما رفضت التعيينات التي قام بها هادي في المخاء بعد تحريرها لأن تلك القيادات ليست مقربة من صالح وقد ظهرت الخلافات بين هادي والإمارات إلى السطح. كما منعت الإمارات هادي من عزل مدير أمن مطار عدن صلاح العمري (أبو قطان).
وأما تكرار الإمارات للضربات المتعمدة للمقاومة فقد برزت بشكل لافت فقد قامت الإمارات بضرب المقاومة عدة مرات في أماكن مختلفة في العبر وفي العند وفي غيرها راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وآخر هذه الضربات إسقاطها قبل عدة أيام لطائرة سعودية في مأرب ثم تتقدم بالاعتذار قائلة إن ذلك حصل بطريق الخطأ.
وأما تأخر الحسم في بعض المناطق فيرجع ذلك إلى اختلاف الخطط العسكرية للسعودية عن الخطط العسكرية للإمارات. فالسعودية لا تريد الحسم العسكري ولا التوسع في المعارك البرية داخل اليمن فهذا يزعج أمريكا، والسعودية تبحث عن إرضاء أمريكا. أما الإمارات فهي تريد الحسم العسكري وإعادة نفوذ الإنجليز عن طريق تقوية صالح وتدوير حكمه وإزاحة الحوثي وإضعاف هادي بإجباره على تعيينات رجالات صالح في المناطق المحررة حتى يتم السيطرة عليها من جديد لكي تأتي بنجل صالح إلى الحكم عن طريق انتخابات قادمة إذا هدأ الوضع كما هي رغبة الإنجليز. ومثال ذلك تعز التي لا زالت الحرب مستعرة فيها من عامين فهي حرب سياسية بامتياز.
والخلاصة أن الخلاف السعودي الإماراتي يزداد ولا غرابة في ذلك فهما أدوات الصراع الدولي الإقليمي فكلاهما ينفذ أجندة تختلف عن أجندة الآخر رغم توافق الطرفين في منع عودة حكم الإسلام وتفانيهما في تطبيق النظم الوضعية الرأسمالية، وسيستمر الحال كما هو بل ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم إذا لم يبادر أهل اليمن إلى التخلي عن جميع هؤلاء العملاء ويعملوا لإسقاطهم جميعاً عن طريق العمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي المخرج الوحيد للمسلمين من كل المشاكل والأزمات.
بقلم: شايف صالح – اليمن
رأيك في الموضوع