أمسى لبنان يوم الثلاثاء 17/9/2024م على ما يزيد عن 2700 جريح، بحالات تصل إلى الإعاقة والعمى فيما بات يُعرف بحادثة "البيجر"! ثم تلتها حادثة أجهزة الاتصال اللاسلكي في اليوم التالي التي جُرح فيها قرابة 500، ثم غارة الجمعة بعد يومين، على منطقة القائم في ضاحية بيروت الجنوبية التي ذهب ضحيتها حتى الآن 26 مدنياً بينهم أطفال ونساء و23 مفقوداً، خلال استهداف العشرات من قيادات الصف الأول في حزب إيران خلال اجتماع لما يُعرف بقوة الرضوان، وحتى لحظة صدور هذا البيان الصحفي عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان كانت طائرات يهود تدك جنوب لبنان دكا يسمع صوته من مناطق بعيدة. وإزاء ذلك جاء في البيان: مع كل هذا، وما سبقه من اغتيالات في شوارع لبنان يمارسها يهود، كاسرين ما يطلقون عليه قواعد الاشتباك، ومتجاوزين الخطوط الحمراء إلى صبغ لبنان بالدماء، يخرج علينا الوزير علي حمية ليقول هو وغيره من الوزراء وأقطاب السلطة: إنّ كيان يهود يجر المنطقة إلى الحرب، ويقوم وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بالشكاية والتباكي في مجلس الأمن بأن المنطقة على شفير الخطر، ويؤكد وزير الداخلية بسام مولوي على ضرورة متابعة الكاميرات، ويُعلم الناس بأنه سقط في الأسابيع الأخيرة كثيرٌ من المدنيين قتلى بيد العدو كيان يهود.
وتساءل البيان مستنكرا: فهل ما زلنا في مرحلة الجرّ، وعلى شفير الخطر، وبحاجة الآن فقط لمتابعة الكاميرات؟! أم دخلت المنطقة، وعلى رأسها لبنان، فعلاً في أتون الحرب؟! هل ما تسمونه حرباً هو فقط أن يجتاح يهود أرض لبنان؟! أم هل ما تسمونه حرباً هو أن يحصل في بيروت وغيرها من المدن اللبنانية ما حصل ويحصل في غزة؟! هل سقوط الأطفال والنساء والرجال وهدم المباني فوق رؤوسهم ليس حرباً بل هو فقط مجرد جر إلى الحرب؟!
وأضاف البيان الصحفي: لقد بات واضحاً أن معنى الحرب الواسعة عند أمريكا هو فقط بأن يجتاح يهود لبنان، ولكن هذا المعنى لا يشمل القتل اليومي بمتفجرات متنقلة في أجهزة أو بصواريخ تدك أبنيةً وتسويها بالأرض أو باغتيالات بمسيرات من جنوب لبنان إلى شماله، ومن شرقه إلى غربه؛ كل هذا ليس حرباً بل هو فقط محاولات جر إلى الحرب، فتدعو أمريكا الأطراف لالتزام الهدوء، فيهدأ سياسيو لبنان، ويستمر يهود في ممارسة سُعارهم؛ فيرسل لبنان رسائل لمجلس الأمن، بينما يرسل يهود طائراتهم ومتفجراتهم إلى لبنان!
وختم البيان موجها خطابه للمسلمين: لقد آن الأوان أن يكسر المسلمون في لبنان والمنطقة، لا سيما جيوشها وحاملي السلاح فيها، كل قاعدة وضعتها أمريكا، وحان الوقت لأن تُفتح حدودُ لبنان للقتال مع كيان يهود أمام الجميع، ولا تكون هذه الحرب حكراً على أحد، بل هي حرب كل المسلمين في لبنان والمنطقة الذين تُسفك دماؤهم بشكل يومي. فإذا كان ذلك، فإن يهود لا يصمدون في قتال حقيقي ساعةً من نهار. إنّ الواجب الآن هو الخروج من كل قاعدة، ومن سيناريو القرارات الدولية، التي تلجم لبنان والمنطقة ومن لديهم رغبةٌ في قتال يهود، ولكنها لا تلجم كيان يهود الخبيث الغادر الذي لا يرقب في الناس إلاً ولا ذمةً.
رأيك في الموضوع