نشر موقع الأخبار، السبت 7 تموز/يوليو 2018م أن النائبة في البرلمان الأوروبي الفرنسية باتريسيا لالوند، تقدمت بمسودة مبادرة أوروبية جديدة لحل الأزمة اليمنية، بعنوان "مساهمة البرلمان الأوروبي في فتح مسار ثانٍ للحوار الداخلي اليمني موازٍ ومكمل للمسار الذي يقوده المبعوث الأممي".
وكان الحوثيون قد رحبوا مؤخرا بجهود روسيا والاتحاد الأوروبي للمساهمة في حل الأزمة اليمنية، ويبدو أن الحوثيين في حاجة إلى تحريك العملية السياسية قبل أن يخسروا معركة مدينة الحديدة، كي يدخلوا المفاوضات في وضع أفضل يجعلهم جزءاً من مستقبل الحل السياسي في اليمن، وهذا هو ما جاء في مبادرة البرلمان الأوروبيإذ جعل للحوثيين تمثيلا سياسيا في مستقبل اليمن، إلاأن البرلمان الأوروبي أشرك في الحوار أيضا الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي وأحزاب المؤتمر الشعبي والإصلاح.
وفِي السياق ذاته كان المبعوث الأمميإلى اليمن البريطاني مارتن غريفيث قد قدم إفادته إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي، وقال فيها إنه دعا طرفي الأزمة اليمنية إلى مفاوضات الحل السياسي وتجنيب مدينة الحديدة أي عمل عسكري. إلاأن دعوته تلك لم تجد - كما يبدو - آذانا صاغية، فقد أعلنت الإماراتانتهاء المهلة المعطاة للحوثيين للانسحاب من المدينة، وأن عملية "تحرير" الحديدة سيتم استئنافها تحت غطاء قوات التحالف والجيش اليمني التابع لعبد ربه هادي، وبالفعل استؤنفت الأعمال العسكرية في المنطقة المحيطة بمدينة الحديدة الجمعة 6 تموز/يوليو، وتم حشد مزيد من القوات العسكرية برا وبحرا، وفِي المقابل أعلن عبد الملك الحوثي أن مقاتليه سيدافعون عن مدينة الحديدة والساحل الغربي ودعا إلى حشد مزيد من المقاتلين هناك.
ورغم نجاح أمريكا في إعاقة تقدم الإمارات نحو مدينة الحديدة تحت دعاوى "إنسانية" و"حماية المدنيين" بالإضافةإلى تحريك مجلس الأمن لتجنيب الحديدة أي عمل عسكري، للحفاظ على الحوثيين أحياءً للدخول إلى مفاوضات الحل السياسي، إلاأن أوروبا وقفت إلى جانب الإمارات في معركة الحديدة، فقد قالت بريطانيا إن معركة الحديدة معركة شرعية جاءت بطلب من الحكومة الشرعية، ووافقت فرنسا مشاركة الإمارات في معركة الحديدة في مسار نزع الألغام، وتأتي مبادرة البرلمان الأوروبي على ما يبدو لإعطاء الإمارات وقوات هادي مزيدا من الوقت لإحراز تقدم عسكري جوهري في معركة الحديدة، ليدخل الحوثيون مفاوضات الحل السياسي وهم في وضع أضعف، إلاأن سير المعارك لا يظهرأن "تحرير" الحديدة سيكون أمرا سهلا.
إن أدوات الصراع في اليمن تراهن على أمر واحد وهو أن يحسم الغرب أمره ويتقاسم النفوذ والثروة في البلاد مقابل أن يبقيهم أسيادُهم في الغرب على كراسي الحكم لينالوا من فتات ما يبقيه هو لهم.
إن الغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي وعلى راْسه بريطانيا، يتنافسان تنافسا محموما على النفوذ والثروة في اليمن، ويحاول كل طرف أن يسيطر على أهم الممرات العالمية، وعلى أهم مواقع المناورات الاستراتيجية في المنطقة علاوة على قاعدة مثلث النفط والغاز الطبيعي في الجزيرة العربية، وأوكل الغرب الكافر مهمة القيام بذلك الصراع إلى أدوات الصراع المحليين ليجندوا أبناء البلاد نيابة عن جيوشهم ليتقاتلوا فيما بينهم تحت يافطات مذهبية وطائفية ومناطقية مضلِّلة، جعلت الدم المسلم يسيل رخيصا دفاعاً عن نفوذ بريطانيا أو خدمة لتوسع أمريكا في العالم! في الوقت الذي يعيش أهل اليمن حياة ذُل وهوان وضنك عيش لا تخطئه العين، وهم يمشون على خيرات عظيمة تتنافس أكبر القوى العالمية للحصول عليها!!
إنالإسلام قد حرم علينا وحذرنا من الاقتتال في ما بيننا، فقال عليه الصلاة والسلام «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ»!! فكيف عندما يكون القتال خدمة لمصالح الغرب الكافر في بلادنا؟!!
إن حل الأزمة اليمنية لا يكونإلا بسحب القضية من أروقةالأمم المتحدة ومن القيادات المحلية العميلة لها والمؤتمرة بأمرها، ووقف القتال فورا بين الأشقاء في البلد الواحد، وإنزال الأحكام الشرعية المتعلقة بالأزمة منزل التطبيق، فتحقن الدماء ويصان العرض وتحفظ الأموال، وترفع راية لا إلهإلا الله محمد رسول الله في دولة خلافة على منهاج النبوة، بشر عليه الصلاة والسلام بقرب زمانها، وأرجو الله أن تكون اليمن نواتها.
رأيك في الموضوع