بعد أن خاض الشيخ راشد الغنوشي - رئيس حركة النهضة في تونس - في السنوات السالفة؛ أثناء وجوده في السلطة - في أحكام دين الله عز وجل؛ كما خاض الضالون المضلون؛ من العلمانيين والكفار أعداء الدين؛ فأجاز للأجانب ارتداء اللباس الفاضح في الأماكن السياحية، وأجاز للحانات بيع الخمور في الأماكن العامة في تونس، وأجاز لدور البغاء كذلك أن تفتح أبوابها تشجيعاً للسياحة؛ ثم كانت آخر ضلالاته هذا العام 2015م في احترام المثليين جنسياً، ودعوته لتشريع قانون في تونس يحمي هؤلاء المنحرفين الشواذ الساقطين دينياً وأخلاقياً؛ حيث ذكرت عنه صحيفة الجريدة التونسية بتاريخ 3/4/2015 قوله: ".. الإسلام يحترم خصوصيات الأشخاص حول موضوع المثلية الجنسية، وأنه يرفض تجريم المثلية الجنسية، معتبرا أن كل شخص حرٌّ في ميولاته ومسئول أمام ربه..!!".
وبعد كل هذه المهاترات والتجاوزات والضلالات، يطلُّ الغنوشي برأسه من جديد عبر وسائل الإعلام المرئية ليزيد من غيه وضلالاته، وتصريحاته التي تحارب دين الإسلام، وتؤيد المجرمين في حربهم على دين الله عز وجل، وتؤازر الحملة المسعورة على المساجد؛ التي بدأها الباجي قائد السبسي في بداية هذا الشهر الفضيل - شهر المساجد والعبادات والصلاة في المساجد - بإغلاق أكثر من ثمانين مسجداً في تونس، يدعي هذا المجرم أنها دون تراخيص رسمية، وكأن العبادات والصلوات وإقامة المساجد تحتاج إلى إذن من السلطان قبل الإذن من الرحمن جل جلاله الذي قال: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ [النور: 37].
لقد جاءت تصريحات الشيخ الغنوشي هذا في لقاء مع قناة العربية بتاريخ 10/7/2015 حيث قال: ".. أنه لا يعارض قرار الحكومة غلق بعض المساجد، ودعا الغنوشي التونسيين، إلى دعم حكومة (الحبيب الصيد)؛ في الحرب على الجماعات المتشددة، مشيرا إلى أن "الدولة التونسية لن تنهار... نحن جزء من الحكومة، والحكومة ارتأت اتخاذ مثل هذا القرار، وبهذا فنحن معها، وليس لنا موقفان..". وأضاف "قبل الإعلان عن الطوارئ، رئيس الحكومة استشارنا وأعلمنا بصفة مسبقة، وقد أعلمنا بأن هناك خطراً داهماً، وبأن هناك ضرورة لمثل هكذا قرار..!!".
إننا نقول للشيخ راشد الغنوشي: ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 114]؟! ألم تسمع قوله تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ [الصافات: 22-24]؟! ألم تسمع قوله عليه الصلاة والسلام: «مَنِ الْتَمَسَ رضي اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عليه الناس» رواه الترمذي، وقوله: «المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت» رواه البخاري؟!
لقد أعلن هؤلاء المجرمون من حكام تونس الخضراء، الحرب على حملة الدعوة؛ استجابة لدعوات الكفار وخاصة أمريكا وأوروبا؛ لمنع عودة الإسلام إلى هذا البلد الطيب العظيم... وجعلوا من هؤلاء الكفار أولياء لهم وأعواناً في هذه الحرب الشريرة.. فهل تقبل لنفسك أيها الشيخ أن تكون ظهيراً للكافرين المجرمين والله يقول: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء:105، 106] ويقول: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ﴾ [القصص: 17]؟!..، هل تقبل لنفسك أن تكون جزءًا من هذه الحرب القذرة الشريرة، والله يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36]..؟!.. إننا ننصحك أيها الشيخ أن تتقي الله عز وجل، وأن تعود عما فعلت وقلت، وأن تتوب إلى الله توبة نصوحا - ونحن في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الفضيل، وأن تضم صوتك وجهودك للعاملين تحت راية القرآن، وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام؛ لإعادة حكم الإسلام إلى تونس الخضراء بأهلها وبتاريخها...
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 24-25] صدق الله العظيم.
رأيك في الموضوع