أحيا حزب التحرير/ ولاية تونس الذكرى الثامنة للثورة التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 2010م رغم الغياب الظاهر لمختلف التيارات السياسية، ورغم العزم الظاهر لمحاولة إطفاء شمعة الثورة في هذه الذكرى العزيزة وإبدالها بمهرجان فولكلوري للتطبيل والتزمير، رغم ذلك كله لم يترك حزب التحرير في ولاية تونس أهالي سيدي بوزيد يحيون الذكرى وحدهم بل كان كعادته معهم وبينهم.
رغم حملة الإيقافات التعسفية التي مارستها أجهزة الأمن تجاه شباب الحزب حيث طالت سبعة عشر شابا من مختلف مناطق تونس؛ صفاقس وسيدي بوزيد وتوزر ونفطة وقابس ومدنين.
ورغم عرقلة إقامة نقطة الحوار المبرمجة والتي قدم فيها الحزب للسلطات إعلاما وخبرا، رغم كل تلك العراقيل أقام حزب التحرير/ ولاية تونس مهرجانا خطابيا بقلب ساحة المهرجان وشّحه بلافتة تحمل شعار حملته وعناوينها "تونس تحت الوصاية الاستعمارية... والخلاص في الإسلام... ومن أحسن من الله حكما...؟"
وقد قام شباب الحزب بتوزيع نشرة بعنوان "الطبقة السياسية خانت الأمانة وجعلت تونس تحت الوصاية" على الجموع الحاضرة. ثم تحركت مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة رفعت فيها شعارات الخلافة والحملة وشارات التنديد باعتقال شباب الدعوة واتجهت نحو منطقة احتجازهم، ورغم تعمد الأمن عرقلتها لكنها تواصلت وحصل المراد وسط تفاعل رائع من الناس، حيث انطلق وفد بصحبة محامٍ إلى مكان الاحتجاز مطالبا بالإفراج الفوري عنهم وتحقق لهم ذلك بإخلاء سبيل كل الشباب الموقوفين.
وبهذا الصدد فإننا نقول لكل الذين لم يدركوا ما الذي يحدث للأمة الإسلامية وللعالم:
إن تلك الثورة التي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد قد كسرت حاجز الخوف من الحكام الطغاة الظلمة وأزلامهم، وأعلنت بكل جرأة ووضوح أن "الشعب يريد تغيير النظام" ليس في تونس فحسب بل في البلاد الإسلامية جميعها على وجه الخصوص وفي أمريكا وأوروبا بل والعالم أجمع على وجه العموم، فقد بدأت شعوب الأرض تلمس فساد النظام الرأسمالي العفن وباتت تتلمس طريق الخلاص منه.
إن تلك الثورة دلت على منسوب وعي الأمة الإسلامية ورغبتها الجامحة في التخلص من منظومة الاستبداد والقهر التي عاشتها تحت سياط جلادي النظم العلمانية الدكتاتورية الظالمة.
إن تلك الثورة أثبتت للعالم أن الأمة الإسلامية هي كيان واحد يشعر ويتفاعل؛ إذ إنها بدأت من مدينة منسية في وسط تونس لتمر عبر قاهرة مصر وطرابلس الغرب وصنعاء اليمن لتستقر في أرض الشام تنتظر وعد ربها لتحكيم شرعه وقلع الاستعمار ونواطيره من بلاد المسلمين قاطبة.
نسأل الله العلي القدير أن يعجل بفرجه وكرمه على الأمة الإسلامية والعالم أجمع؛ بتمكيننا من استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾.
رأيك في الموضوع