في بداية ثورة الشام أعلن النظام السوري المجرم أن بندر بن سلطان وأردوغان هما وراء الأحداث في سوريا وكان هدفه هو دفع الثوار إلى هاتين الجهتين لأنهما يرتبطان بالمعلم الأمريكي الذي يرتبط به نظام الأسد، وهكذا اندفع الناس نحو هاتين الجهتين ووقعوا في الفخ الذي تدرج بهم من خلال الاحتضان والدعم وإدخال النقاط التركية إلى مصادرة القرار وفرض تسليم المناطق من حلب وما بعدها ثم إغلاق الجبهات واعتقال المجاهدين الرافضين للخيانة، ثم التضييق عليهم بحكومات الضرائب والمكوس وتكميم الأفواه ثم الضغط عليهم لمصالحة النظام بالترغيب والترهيب، وإعلان هذين النظامين سعيهما للتطبيع مع نظام أسد المجرم رغم أنه لم تنقطع العلاقات بينهم، حيث إن مدير مكتب الأمن القومي في النظام السوري علي مملوك، وفي أوج الثورة، عندما كانت القطيعة بين هذه الأنظمة ظاهرية زار البلدين عدة مرات، ولكن الإعلان الآن عن هذا التواصل واللقاءات وكذلك الدعوة الى المصالحات هو ضغط على الثورة وحاضنتها بأنه لم يعد لها سند تعتمد عليه وأنه لم يعد أمامها إلا خيار الاستسلام والسير في طريق المصالحات.
هذا ما حصل وهذا هو حلهم السياسي الذي يسعون إليه بالتدرج ويعتمدون سياسة الضغط على حاضنة الثورة والسير كدبيب النمل لتمرير مخططاتهم للقضاء على ثورة الشام، وما كان من مؤتمرات ومفاوضات وسواها إنما كان لكسب الوقت ولإضاعة الثورة في دهاليز المكر والخداع على مدى اثني عشر عاماً.
فهلّا أدرك أهل الشام ثورتهم واستعادوا قرارهم وقطعوا يد العابثين واعتمدوا على رب العالمين قبل فوات الأوان؟! اللهم هيئ لأهل الشام من أمرهم رشدا.
رأيك في الموضوع