عانى أهل اليمن من ظاهرة زراعة الألغام منذ تفجُّر الصراعات السياسية والعسكرية في ستينات القرن الماضي مرورا بحروب المناطق الوسطى وأحداث عام 1994 وما بعدها. ومنذ بداية الصراع الدولي الأخير على اليمن زُرعت الألغام في مناطق تعز وصعدة والحديدة ومأرب وأبين ولحج والضالع والجوف والبيضاء وصنعاء وشبوة ومناطق أخرى. فقد تمت زراعة عدد كبير من الألغام بطرق عشوائية، وهذا يجعل من الصعب تحديد مكانها، كذلك عدم وجود خرائط واضحة لها، ونوعية الألغام التي تمت زراعتها، وعدم وجود كوادر محلية مؤهلة للتعامل معها لانتزاعها في فترة زمنية قصيرة. ومن ضمن التحديات التقنية، عدم توفر أجهزة حديثة للكشف عن هذه العبوات والمتفجرات. كما أن جرف السيول لبعض الألغام من منطقة لأخرى يعقّد التحقق من الأماكن التي تنتشر فيها.
هذا وقال بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن: يأتي خطر الألغام في اليمن نتيجة انتشار كميات كبيرة منها، أودت بحياة الكثير من الأطفال والنساء والشيوخ وتسببت بعاهات دائمة، وخسائر اقتصادية للأفراد والمجتمع. والملاحظ أن زراعة الألغام تتركز إما في القرى أو في أراض زراعية أو داخل بيوت ومدارس ومساجد ومناطق رعي، وقد يكون ذلك لأهداف عسكرية، ولكنها كانت لإرهاب الناس في الوقت نفسه.
وأضاف البيان الصحفي: وهذا يدل على أن الحروب لا تخلو من الوسائل البشعة للدمار بمختلف أنواع الأسلحة التي تفتك بالبشر، وتعد الألغام أحد هذه الأسلحة التي استخدمها الحوثيون، وبالذات في الساحل الغربي بالحديدة وكذلك شبوة، فلا يكاد يمر أسبوع واحد إلا ويذهب ضحايا للألغام المزروعة هناك، فخلال السنوات الست الماضية سقط 1929 قتيلا مدنيا، وتدمرت وتضررت 2872 منشأة عامة. كما تشير آخر إحصائيات مشروع مسام السعودي لنزع الألغام الحوثية في اليمن، إلى أن المركز قام منذ تأسيسه عام 2018 حتى نيسان/أبريل 2022 بنزع وإتلاف 322.789 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة.
وتابع البيان مستغربا من أولئك الذين يقومون بزرع الألغام ليقتلوا بني جلدتهم من الذين يسعون خلف قوتهم وقوت عيالهم، ثم يتسولون الدعم لنزعها، فقال: عجباً لمن يزرع الألغام البرية وحتى البحرية ليحصد بها أرواح أهل عقيدته وبلده ممن يذهبون لطلب لقمة العيش، ثم يستجدي الدعم لنزعها! فقد طالبت صنعاء الأمم المتحدة بالدعم اللازم لفرق نزع الألغام التي دُعمت بسيارات رباعية الدفع ومن ثم استخدموا هذه السيارات في الحرب، كما تم توقيع اتفاقية (أوتاوا) لنزع الألغام مع حكومة عدن، على تمديد تقديم الدعم لليمن في مجال نزع الألغام لمدة 5 سنوات.
وخلص البيان إلى أن الأطراف المحلية المتصارعة في اليمن لا يهمها أهل اليمن ولا يعنيها أمرهم، فقال: إن ما تقوم به الأطراف المحلية المتصارعة من أعمال وحشية ضد أهل اليمن لينبئ عن أن هذه الأطراف لا يهمها أهل اليمن وسلامتهم، مثلما لا يهمها جوعهم وبردهم وحرهم، ولا يهمها في المقام الأول إلا مصالحها الشخصية ومصالح الدول الكبرى التي تتصارع على اليمن بدماء وأشلاء وأموال أهله، ولن يوقف القتل والدمار في اليمن وأهله إلا دولة الحق والعدل؛ دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عجل الله بقيامها، وأرشد أهل اليمن للعمل لها بوعيٍ وإخلاص.
رأيك في الموضوع