تحت عنوان "إضاءات سريعة على مشهد الثورة"، كتب رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية سوريا الأستاذ عبد الحميد عبد الحميد: "بعد أن أوصلت أمريكا ثورتنا - بظنها - إلى ثلاجة إدلب وأرياف حلب، وكلت إلى تركيا أمر إنهائها عبر التجميد البطيء، بعد أن كانت وكلت إليها أمر المباحثات مع الروس نيابة عنها في مرحلة سابقة، وتفرغت هي للملفات الدولية العالقة، مع بقائها مراقبة للوضع في الشمال والشمال الغربي من سوريا، لأهمية هذا الملف وخطورته." مضيفا: "فمهمة تركيا في سوريا هي تهيئة الأجواء ببطء في الشمال والشمال الغربي لتحقيق الحل السياسي الأمريكي، بأن تقوم هي والفصائل التابعة لها بترويض الشعب الثائر عبر الضغوط السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية دفعة واحدة، آملة أن يصل الناس إلى درجة من التعب والإرهاق يقبلون بسببها تطبيق قرار مجلس الذئاب العالمي رقم ٢٢٥٤ القاضي ببقاء المؤسسات العسكرية والأمنية للنظام التي تتبع قياداتها لأمريكا مباشرة. لكن كأن الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه النظام المجرم والذي جعله بحاجة لإنقاذ وتعويم على الناحية السياسية، إضافة إلى الأسباب الداخلية العديدة للحكومة التركية، وشعورها بأن أهل الثورة قد لا يمكن ترويضهم على المدى البعيد بما تقوم به هي وفصائلها من ضغوط، كأن هذه الأسباب وربما غيرها معها جعلت النظام التركي يستعجل الحل ويحرق المراحل، ما جعله يدفع باتجاه إنهاء الثورة مباشرة عبر ما يسميه هو المصالحة، وهي فعلياً ليست إلا إعلان نهاية الثورة". وتابع الأستاذ عبد الحميد: "وبعد انتفاض الناس ونزولهم إلى الساحات باعثين إلى القريب والبعيد برسائل مفادها أن العودة إلى حكم النظام دونها حز الرقاب، يأتي هنا دور السيد الأمريكي المراقب والذي يعلم حقيقة الوضع ليقول للأتراك: إن المنطقة غير جاهزة بعدُ للتسليم إلى النظام، وإن النظام غير قادر على حكم هذه المنطقة إذا ما سلمناها إليه فعلاً، فلا تستعجلوا كي لا تحطموا جهد اثني عشر عاماً من المكر والخداع. ما سيضطر معها الأتراك حتماً إلى تهدئة اللعب على هذا الوتر، في محاولة لإعادة احتواء هؤلاء الطيبين الذين كُشف لديهم الوجه الحقيقي للنظام التركي الخائن". وختم عبد الحميد منشوره متسائلا: "هل سنبقى - يا أهل الثورة وأولياء الدم - في موقع المنتظر ماذا سيُفعل به من الذئاب الضارية أصحاب المصالح المتقاطعة على ذبحنا واغتصاب أعراضنا؟! أم نستعيد قرار ثورتنا ونبادئ المجرمين قبل أن يبدؤوا بنا؟!".
رأيك في الموضوع