(فرانس24، الأربعاء، 23 ربيع الأول 1444هـ، 19/10/2022م) أكدت حركة حماس الفلسطينية من دمشق الأربعاء (الماضي) استئناف علاقتها مع السلطات السورية، إثر لقاء وصفته بـ"التاريخي" مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع النزاع واستمرت أكثر من عشر سنوات.
والتقى رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية الأسد، ضمن وفد ضم عددا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية، في أول لقاء يجمع بين الطرفين منذ بدء النزاع في سوريا.
وقال الحية خلال مؤتمر صحافي إثر اللقاء "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك.. مع سوريا". وأضاف "نعتبره لقاء تاريخيا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".
الراية: إن التطبيع مع نظام الأسد يعني التطبيع مع نظام مجرم سفاح، فتك بالمسلمين وما زال، وحارب الإسلام وما زال، وهجر الملايين وما زال، واستباح الحرمات وهتك الأعراض وما زال، ووالى الكافر المستعمر وخدم الأعداء وما زال، ودمر البلاد وأفقر العباد وما زال، فهو حديث عن تطبيع مع نظام تكتمل فيه صفات الإجرام والإفساد، نظام عدو لله ولرسوله وللمؤمنين، نظام ما زال يعلنها مدوية بأنه بعثي علماني لا علاقة له بالإسلام ولا بنظام حكمه، نظام ما زال معلنا الحرب على الله ورسوله؛ بحكمه بالكفر ومحاربته لكل دعوة تنادي بالإسلام وبحكم الإسلام، نظام ما زال سلماً على يهود وبرداً وسلاماً على جنود الاحتلال المغتصبين لفلسطين وللجولان، نظام يوالي أمريكا رأس الشيطان في العالم ويجاهر بموالاته لروسيا صاحبة التاريخ والحاضر الأسودين في محاربة الإسلام والمسلمين، فأي مصلحة يمكن أن تتحقق من موالاة نظام كهذا أو التقارب معه؟!
إن الله قد أرسل محمداً ﷺ رسولاً وبعث معه شريعة فيها بيان لكل صغيرة وكبيرة يحتاجها البشر لتنظيم حياتهم وضبطها، ولم يرسلها لتكون شيئا جميلا ثانويا في حياة الإنسان، ولم يتركه سبحانه ليحل ويحرم ويصوب ويخطئ ما يراه وفق هواه، بل قد جعل الانحراف ولو كان يسيرا عن شرعه ضلالا وخسرانا مبينا، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وتوعد من يحيد عن شرعه بالضنك والعذاب فقال سبحانه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
والله سبحانه وتعالى قد حرم موالاة الظالمين والركون أو الميل إليهم ولو ميلا يسيرا، فقال: ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾. ونظام بشار هو من أشد الظالمين وأعظمهم جرما، فأي مصلحة قد يراها العقل ليقدمها على شرع الله ودستوره؟!
ثم إن الله قد فرض علينا هدم أنظمة الحكم القائمة في البلاد الإسلامية وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بدلا منها، فأي مصالحة قد تفضي إلى هذا الواجب؟!
إن الواجب على المسلمين، أفرادا وجماعات العمل بكل قوتهم وطاقاتهم لإزالة أنظمة الضرار والاستعمار في البلاد الإسلامية وتنصيب خليفة يحكمهم بكتاب الله وسنة نبيه، وهذا لا يكون إلا وفق طريقة المصطفى ﷺ التي لم يقبل فيها تدرجا أو تعايشا أو تفاوضا مع الكفر وأنظمته!
رأيك في الموضوع