إن الأفكار التي تبناها حزب التحرير منذ تأسيسه حتى اليوم قد بوأته في الأمة الإسلامية مصداقية، بما دأب عليه من الصدع بالحق والثباتِ على المواقف، مهما كانت الظروف، والتعلقِ بالأحكام الشرعية وعدمِ التنازل عن الفكرة والطريقة مقدار شعرة وثباتِه في وجوه الظالمين على المبدأ. قد لا يكون حزب التحرير حظي من الأعداد بالملايين، وقد لا يكون حظي بقوة مادية أو إعلامية ما، لكن صراعه الفكري وكفاحه السياسي للكفار المستعمرين ومن أذلوا لهم أعناقهم من الحكام، أثبت كفايته لقيادة الأمة الإسلامية.
وإذا كانت الأمة اليوم تتحدث بالخلافة وقد مر على إسقاطها مائة عام، وإذا كانت تتحدث بأن حل مشاكلها يكمن في إعادة هذه الخلافة، فإن هذا إنما هو نجاح لحزب التحرير، ودلالة كبرى على قيادة حزب التحرير الفعلية للأمة الإسلامية.
إن تغيير المجتمع إنما يكون بالفكر، والفكر الصحيح إنما يحمل إلى سدة الحكم والإدارة بأيادي أصحابه الذين يؤمنون به. وحزب التحرير يضم الفكر الصحيح والكوادر البشرية المناسبة له، وما بقي وراء ذلك فإنما هو المزيد والمزيد من الجهد، والإقامة مع العمل على انتظار وعد الله في ذلك اليوم المبارك. ألا وإن ذلك اليوم لقريب إن شاء الله ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾.
رأيك في الموضوع