أفاد مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في ولاية تونس في الذكرى الثانية عشرة لفرار المخلوع بن علي، وإحياء لذكرى الهبّة الجماهيرية التي قام بها الشعب التونسي عشية 14 كانون الثاني/يناير 2011، ورغم كل محاولات النظام تركيع أبناء الشعب وإخماد جذوة الثورة وطمس رمزية المكان والزمان، نظم حزب التحرير/ ولاية تونس السبت، 21 جمادى الآخرة 1444هـ، 14/1/2023م، مسيرة وسط العاصمة استطاع من خلالها الولوج إلى شارع الثورة، ملتحما بالناس ومتجاوزا الحصار الأمني الكثيف والحواجز المفروضة على مختلف الطرق المؤدية إلى هذا الشارع الرئيسي، حيث رفع شباب الحزب الرايات والألوية وسط تصاعد الهتافات والتكبيرات، كما حمل شباب الحزب شعار المسيرة مكتوبا بالبنط العريض: "وتستمر ثورة الأمة لإسقاط النظام وإقامة الخلافة على منهاج النبوة".
وأضاف: وخلال وقفته في شارع الثورة، قام الحزب بإيصال رسائل سياسية للرأي العام، وذلك من خلال شعاراته ومداخلات عدد من شبابه، حيث كانت المداخلة الرئيسية للأستاذ خبيّب كرباكة رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس، الذي وجه نداء حارا لأهل الزيتونة، بأن يلتفوا حول الإسلام كبديل حضاري وأساس للتغيير الجذري وسبيل وحيد لإتمام ثورة الأمة ضد أنظمة الملك الجبري، محذرا إياهم من كامل الوسط السياسي الذي ينادي بإسقاط رأس النظام قيس سعيد ليتقدم أحدهم ينوبه في خدمة أجندة الاستعمار، داعيا إياهم إلى تفويت الفرصة على المتربصين بالثورة من قوى الاستعمار الدولي ومؤسسات النهب الدولي. كما أكد الأستاذ كرباكة أن البديل الحضاري الوحيد القادر على إنهاض الأمة وتوحيدها وتجسيد إرادتها في التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار وتحقيق السيادة الحقيقية والفعلية، هي دولة الخلافة الراشدة التي بشر بها النبي ﷺ هذه الأمة العظيمة.
وتابع: وفيما تحدث الأخوان عمر العربي ومحمد علي العوني حول رمزية هذا المكان الذي صدعت منه الحناجر المطالبة بتغيير النظام، وعن أهمية الالتفاف حول الإسلام ودعاته المبدئيين، بعد فشل (الإسلام المعتدل) في ترويض هذا الشعب الذي استجاب أخيرا لدعوات حزب التحرير/ ولاية تونس في مقاطعة الانتخابات الديمقراطية، كانت للأستاذة سعاد خشارم، مداخلة حول ظلم هذا النظام الفاسد للمرأة وتحقيره لشأنها ودوسه لكرامتها. وهكذا أوصل الحزب رسالته بأنه لا يصح للجميع رجالا ونساء، شيبا وشبانا، السكوت عن هذا الظلم والتراخي في إقامة دولة العدل، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وقد تخللت هذه المداخلات هتافات منادية بإسقاط كامل النظام، وإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ثم سار شباب الحزب على إثرها نحو سفارة فرنسا التي تقع في هذا الشارع نفسه، رافعين شعار "الشعب يريد قلع الاستعمار".
وختم بقوله: ولم تستطع عدسات كاميرا الإعلام المحلي والدولي تجاوز هذه الوقفة المهمة في شارع الثورة، فقام عدد منها بتغطية الوقفة وأخذ بعض التصريحات الإعلامية والتعليق على مدى انضباطها وسلميّتها (كما جاء في ديوان أف أم مثلا)، ولكن بعض الأبواق الاستعمارية سارعت إلى محاولة تقزيم الوقفة وتصويرها على أنها جزء من الحراك الجماهيري المطالب برحيل قيس سعيد، مع أن شعار الوقفة هو إسقاط كامل النظام وإقامة دولة الإسلام على أنقاضه. وهذا بدوره دليل إضافي على ضرورة قلع نفوذ الاستعمار في بلادنا، لتتحرر أيضا وسائل الإعلام من التدخل الخارجي، سبب كل بليّة في بلاد الإسلام، ومنها بلد الزيتونة.
رأيك في الموضوع