قال بيان صحفي أصدره الثلاثاء 18 كانون الثاني/يناير 2022م، المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس: لقد بلغ حكام تونس في استهتارهم بشعائر الإسلام وجُرْأَتِهِمْ على دين الله مبلغاً عظيماً، فبعد إقصائهم الإسلام عن الحكم، وتَغْيِيبِهِمْ شرع الله عن الدولة والمجتمع، ومحاربتهم الإسلام تحت مسمى مقاومة الإرهاب، ها هم اليوم ينقضون ما تبقى من شعائر الإسلام، بتعليق صلاة الجمعة بدعوى الحدِّ من عَدْوى وباء كورونا زورا وبهتانا، فقرار وزارة الشؤون الدينية، يوم الخميس 13 كانون الثاني/يناير بتعليق صلاة الجمعة يومي 14 و21 كانون الثاني/يناير الجاري هو قرار سياسي يتماهى مع قرار الحكومة يوم 12 من الشهر نفسه، بمنع التجمعات لقطع الطريق على خصوم الرئيس الذين دعوا للتظاهر يوم 14 كانون الثاني/يناير. لقد أثبتت وزارة الشؤون الدينية أنها مجرد ألعوبة بيد السياسيين، تفتي على هوى الحكام وإرضاء لرغباتهم ولو كان في ذلك منعٌ لشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، فتعليق صلاة الجمعة من هؤلاء الظلمة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله لا علاقة له بوباء كورونا ولا بسلامة الناس وصحتهم، وكان الأحرى بالحكومة أن تعالج اكتظاظ الناس في وسائل النقل والأسواق وأمام الإدارات وغيرها بما يخفف عنهم المعاناة ويوفر لهم السلامة، أما إقحام صلاة الجمعة في الصراعات السياسية، فستبقى وصمة عار في جبين حكام تونس الذين لم يتوانوا عن نقض ما تبقى من عرى الإسلام.
وفي سياق آخر أكدت (جريدة التحرير في افتتاحية عددها 375)، وهي جريدة سياسية يصدرها حزب التحرير في ولاية تونس: أن الثورات الحقيقية لا تحتاج إلى زمن طويل، والقائل بأنّ طبيعة الثورات تحتاج عقودا هو كاذب مخادع أو هو مخدوع مضلّل، وفي أحسن أحواله مثبط للهمم يضرب معنويات الثائرين في مقتل. وتساءلت جريدة التحرير: ألسنا مسلمين؟ ورسولنا الكريم ﷺ قدوتنا؟ وهو الذي أقام دولة أسقط بها النظام السائد في الجزيرة العربية، وأرسى أساسا فكريا جديدا قوامه ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للهِ﴾، فكم تطلب الأمر من وقت؟ وأضافت التحرير: إن هي إلا بضع سنوات حتى صارت هي الدولة الأولى في العالم واستطاعت في سنوات قليلة أن تسقط أعظم إمبراطوريتين في حينه وهما إمبراطوريتا الفرس والروم. أمّا عن موازين القوى، فالمسألة تناسبية فقد كانت في زمان الرسول عليه وآله الصلاة والسلام الإمبراطوريات كبرى جيوشها ضخمة وكانت كل القبائل العربية خاضعة لها لا تستطيع بل لا يفكرون أصلا في منافستها أو الاستقلال عنها فضلا عن محاربتها في ميادين القتال، وأنى لهم ذلك؟ واليوم نحن نعيش بين قوى استعمارية جيوشها ضخمة وأسلحتها فتاكة، ولكن فات هؤلاء العاجزين المنهزمين أنّ هاته القوى الاستعمارية لم تستطع بعد سنوات الاستعمار الطويلة أن تهزم الشعوب الإسلامية. وخلصت افتتاحية جريدة التحرير إلى القول: إنّ الثورة لن تحقق أهدافها حتى يتبع الثائرون خطا رسول الله ﷺ، وهي خُطا بشرية بإمكانيات بشرية عادية أو أقل في خضم عالم تملؤه قوى الشر، وأراد الله لها أن تكون بشرية حتى لا يقول قائل ذلك خاص بالرسل والأنبياء.
رأيك في الموضوع