بعد شهر واحد فقط تكون قد مضت ثلاث سنوات على اختطاف نفيد بوت، الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في ولاية باكستان، والذي كان قد تم اختطافه على يد قوة من رجالات النظام في الحادي عشر من أيار 2012، وذلك عندما كان يهم بدخول منزله مع أطفاله قبل صلاة الجمعة مباشرة. ومنذ ذلك الحين ومكان وجوده مجهول، بل لم يستطع حتى القضاء العالي إجبار النظام على تقديمه للمحاكمة أو إطلاق سراحه.
وخلال هذا الوقت، لم تكن هذه الحالة الوحيدة للاضطهادات التي يمارسها النظام ضد شباب حزب التحرير. ففي نيسان 2014 تم اختطاف الدكتور إسماعيل الشيخ عندما كان خارج منزله ولم يطلق سراحه إلا بعد ما يقارب التسعة أشهر أي في كانون الثاني 2015، بعد أن تعرض إلى تعذيب جسدي ونفسي شديدين. وفي الخامس من كانون الأول 2014 داهمت الشرطة مكان انعقاد درس في لاهور جولبيرغ وألقت القبض على 12 شابا. وقد تم نقل طلب كفالة فوري في المحكمة العليا في لاهور. وبعد تأجيل مواعيد جلسة الاستماع لثلاثة أشهر كاملة، اطلعت المحكمة على أدلة النيابة العامة ومزاعمها بحق المتهمين. بعض النشرات التي احتوت أدبيات حزب التحرير وجدت في مكان انعقاد الدرس. ومع ذلك، رفضت المحكمة طلب الإفراج بكفالة دون الاطلاع حتى على تلك الأدبيات المقدمة. شاب آخر تم اعتقاله في كراتشي في شباط عندما كان خارجا من مسجد وقد رُفض الإفراج عنه بكفالة أيضا من قبل محكمة مكافحة الإرهاب.
وهكذا فإن النظام يسير بنهج ثابت في اضطهاده لشباب حزب التحرير. بل ويضغط النظام ضغطا شديدا على القضاء في محاولة لمنع حصول إخوتنا على أية إعفاءات حتى من القضاء العالي. إنهم إذ يفعلون ذلك يعتقدون أن بإمكانهم كسر عزيمة الشباب وإرادتهم بل وإرهاب الشباب والحزب. ولكن ولله الحمد فكل اعتقال جديد للشباب يزيدهم حماسا وإصرارا وهمة، ودعوة الخلافة تزداد انتشارا وتصل لآفاق جديدة. لم يدرك النظام الباكستاني حقيقة أن هذه الدعوة هي دعوة لله ورسوله e وبأن أية خيانة أو اضطهاد أو مؤامرة لن توقف هذه الدعوة أو تمنعها من الوصول إلى وجهتها. فشباب الحزب يتبعون وبحماس خُطا الرسول e فيما يتبع النظام خُطا مشركي قريش. ولكن كما نصر الله رسوله e وصحابته رضي الله عنهم جميعا وهزم كفار قريش وأخزاهم فإن قدر الله في قريش العصر الحديث لن يكون مختلفا بإذن الله. ﴿إِنَّ ٱللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ [الطلاق: 3]
رأيك في الموضوع