رغم جميع المحاولات والمؤامرات التي قام بهاأعداء المسلمين لإبعاد فكرة الخلافة عن أذهان الناس إلا أن هذه الفكرة قد أصبحت رأيا عاما عند الأمة الإسلامية قاطبة. وما زالت "الدعوة لإعادة الخلافة" تقض مضاجع حكومات الغرب بجميع كياناته السياسية والفكرية، فتراه يعمل جاهدا وبشتى الوسائل لمنع الرأي العام من الوصول إلى هذه الدعوة المباركة.
ولقد انضم إلى قافلة العداء كيانات "تجارية تقنية" تدعي الحياد وعدم الانحياز! كيانات رضيت لنفسها أن تكون أداة سياسية في أيدي حكومات تعلن العداء الصريح لفكرة الخلافة. فقد قامت شركة "كلاودفلير" (Cloudflare) (بعد سنوات من تقديم خدماتها) ومن ثم تبعتها شركة "ستاكباث" (Stackpath)، قامتا بقطع خدمات الـ"DNS" و"حماية مواقع الإنترنت" و"نشر المضمون" عن مواقع حزب التحرير من غير إشعار مسبق وبشكل مفاجئ، مما أدى إلى توقف المواقع عن العمل مرتين خلال الشهرين الماضيين. أي أن الشركتين اللتين تعهدتا لنا بحماية مواقعنا قامتا بتعطيل المواقع بنفسيهما! فأي خيانة هذه وأي غدر؟!
على ما يبدو فإن عقلية سيد البيت الأبيض الحالي دونالد ترامب- والذي أصبح شهيرا بعدائه للمسلمين وبوقاحته في الانقلاب على وعوده وغدره بالأقربين - يبدو أن عقليته هذه قدتسربت لهاتين الشركتين ولا ندري إذا ما بدأت تتسرب للكيانات التجارية والتقنية الأخرى في أمريكا!
ولتبرير اعتدائهما، ادعت الشركة الأولى بأن السبب هو كون حزب التحرير حزباً محظوراً، بينما ادعت الأخرى أن السبب هو مخالفة شروط سياسة الاستخدام!
وبالرغم من أننا راجعنا الشركتين وبينا لهما بالأدلة الحسية وبالوثائق الرسمية عدم قانونية ما قامتا به، وأثبتنا لهما أن حزب التحرير هو حزب سياسي فكري يعمل في أكثر بلاد العالم وفي أمهات العواصم وبشكل مفتوح؛ حيث يعقد مؤتمراته ويخرج بمسيراته وينشر أفكاره في أوساط المجتمعات، وأن الحزب لا يتبنى العمل المادي وأنه معروف بمنهاجه الثابت منذ سبعة عقود، وأن هذا مذكور في المراجع السياسية في أهم الأرشيفات العالمية...
وبالرغم من أننا بينا للشركتين بأن حزب التحرير ليس حزبا محظورا إلا في بعض البلاد التي صُنفت عالميا على أنها بلاد ديكتاتورية والتي تمنع أي مساحة للعمل السياسي مثل بعض بلدان الشرق الأوسط...
وبالرغم من أننا بينا بأن البلد التي تقطن فيه الشركتان المذكورتان يعمل الحزب فيه بشكل قانوني ومفتوح...
بالرغم من كل هذا وذاك، إلا أن رد الشركتين كان بتحويلنا إلى دائرة قانونية تختبئ خلف عنوان بريدي إلكتروني يتلقى الرسائل والاستفسارات والاعتراضات ولا يرد عليها! فيما لا يمكن وصفه إلا بمؤامرة من الصمت.
وإن هذه الحملة التي تقوم بها الحكومة الأمريكية ومن عاونها من الكيانات المخربة الحاقدة، إن دلت على شيء فإنما تدل على الإفلاس الفكري لتلك الجهات. إن محاولة تكميم أفواهنا هي إعلان صريح بهزيمتهم أمام ما يحمله حزب التحرير من فكر قوي قويم صاف نقي، وإن إغلاق الحسابات لن يضعف حزب التحرير، فإن أعداد المهتمين فيها ومعرفة حقيقة ما تحمله والراغبين في العمل معها وتأييدها، إن أعداد هؤلاء تزداد بحمد الله وفضله.
رأيك في الموضوع