تعتبر المرحلة التي تمر بها ثورة الشام الآن من المراحل المفصلية فيها، فهي إما أن يتجاوزها أهل الشام بسلام أو أن تتوقف فيها عجلة ثورتهم. فإما تغيير شامل سعوا إليه أو إلى مجرد ترقيع؛ وحقيقة المشهد تقول إن ما توصل المتآمرون له كان الأساس فيه هو مسودة مشروع قدمته
يُعتبر الإعلام سلاحاً لا يُستهان به في جميع المحافل سواء المحلية منها والدولية ما إن استُثمر بشكل جيد وكان القائم عليه ليس مقتاتاً أو عبد منفعة أو مصلحة، ومنذ أن تحرك الوسط العربي بثوراته نتيجة ما يعيش من حالة احتقان والمشاهد يرى رسائل يقدمها الإعلام لا يمكن القول فيها إلا أنه يَحرم على طالبي التغيير إلا أن يجتثوه من جذوره ويرمونه على مزبلة الثورات، فقد أثبت أنه منفصل تماماً عن الواقع وفي كل أحواله طبل من طُبول البنية الحاكمة يَدق حسب ما يناسب هواها.
كان من المقرر أن يكتب لهذا العدد من جريدة الراية الأخ الخلوق أحمد معاز أبو علي، ولكن قدر الله أن يكون معتقلاً مظلوماً في غياهب سجون فصيل إسلامي للأسف، وها أنا أكتب اليوم مسلطاً الضوء على السلبية التي ظهر بها الإعلام الثوري في الشام وكيف تعامل مع قضية اعتقال مجموعة ليست بقليلة من شباب حزب التحرير.
تشهد الساحة الشامية اليوم حراكاً دبلوماسياً متمثلاً بزيارة وفد روسي رفيع المستوى للرياض بحسب بيان من الخارجية الروسية، "وفي بيان لها، قالت الخارجية الروسية إن الوفد الروسي "يضم مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف، ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، وكذلك ممثلين عن وزارة الدفاع".
التقى الوفد بابن سلمان وبحث معه خلال اللقاء الملف السوري وضرورة اعتماد مقررات مؤتمر جنيف لإنهائه سياسياً،
أسقطت الخلافة العثمانية في عام 1924م بعد أن امتدت لقرون طويلة عرف فيها المسلمون أن سلطانهم بيدهم، وضح ذلك من خلال أعمال بيّنها خلفاء رسول الله e وصحابته كأبي بكر وعمر وعبد الرحمن ابن عوف بجملة سلوكيات تدل دلالة واضحة على ذلك، فأبو بكر خاطب الناس قائلا: "أطيعوني ما أطعت الله فيكم"، وعمر بن الخطاب قال: "إذا رأيتم في اعوجاجا فقوموني"، وعبد الرحمن بن عوف شاور الناس فيمن يختارونه خليفة لعمر، خطوات وإشارات لا لبس
إن من سنن الله في خلقه أنها ثابتة لا تتغير، وأن ما حصل سيتكرر، وأن لا واقع إلا وله مثيله في التاريخ، وأن الاستفادة منه ليست إلا في أمرين؛ فهي إما هزيمة فيبحث واقعها وملابساتها وتفصيلاتها والأسباب التي أدت لها ليتم تجاوزها، وإما نصراً فتبحث الخطوات التي تم السير عليها والأعمال التي تم القيام بها حتى تحقق ذلك، فلقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب؛ ولعل معرض الحديث في هذا الأمر يعود لمشهد تعيشه الثورة الشامية المباركة، يشبه إلى حد بعيد حالاً مر على المسلمين في سنين مضت يمر عليها اليوم بعد مضي سنوات على قيامها ومراحل تجاوزتها ومشاهد مرت عليها من سياسية
لعل كثيرا من الكلام قد تم الحديث عنه بخصوص ثورة الشام وما آلت إليه أحوالها، وقد يصل بعض الأحيان القارئ إلى الضجر من تكرار الأحداث والسرد للوقائع من باب أنها أصبحت معلومة للجميع، ولكن هل هذا يكفي...؟
منذ أن سقطت دولة الخلافة عام 1924م على يد بريطانيا الحاقدة، والعالم الإسلامي يعيش حالة ضياع وشتات تتقاذفه الرياح يمنة ويسرة، المسلمون حقوقهم ضائعة وإرادتهم مغتصبة وأرضهم تباع أمام أعينهم.
حالة عاشها المسلمون على مر عقود وعقود بعد
منذ أن أسقط الغرب الكافر مظلة المسلمين التي كانوا يستظلون بها عام 1924م، وهو يسعى لمنع أن تقوم لهم قائمة من جديد، فقد عمد من حينها إلى وضع كانتونات سياسية هيأ لها كل أسباب الحكم فوضع نظم عيشها لتكون أسباب تأخر نهضة الأمة الفكريةوالثقافيةوالسياسية، ولم يكتف بذلك فقد كان يسعى دائما لركوب أي حالة نهضوية مشاعرية إسلامية كي لا يحصل ما لا يحمد عقباه، وبقي الحال على ما هو عليه ردحا من الزمن؛ المسلمون في حالة من ضياع الهوية، والخريجون
للاطلاع على احدث ما ينشر من الاخبار والمقالات، اشترك في خدمة موقع جريدة الراية للبريد الالكتروني، وستصلك آخر الاخبار والمقالات بدون ازعاج بإذن الله على بريدك الالكتروني