يا أهل شام العز والإيمان: لقد جعلكم رسول الله ﷺ مؤشر بقاء ووجود الخير في أمة الإسلام حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ» فلا تسمحوا لأحد بإفسادكم باختيار نظام حكم في بلادكم غير النظام الذي ارتضاه الله لكم؛ خلافة على منهاج النبوة، ولا تسمحوا لأنفسكم بعد أن من الله عليكم بالخلاص بأن تصبح بلادكم تبعا لأي قوة من قوى الكفر والاستعمار والطغيان، ولا تقبلوا بأن يشوش عقولكم علماء الشيطان وأدواته بأن الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الحكم بأنها من الإسلام أو أنها تمهد الطريق لتحكيم الإسلام! ولا تنخدعوا بأن الديمقراطية هي الشورى في دينكم أو أن الديمقراطية هي آلية الانتخاب، ولا تسكتوا عن كيان يهود من باب حسن الجوار، ولا تسمحوا لأحد أن يساومكم على دينكم أبدا.
أيها الأبطال: يا من قال رسول الله ﷺ في بلادكم: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ...» رواه أحمد.
لقد خرجتم في ثورتكم المباركة وحناجركم تهتف بأعلى صوت (هي لله هي لله)، ولقد تعالى صوتكم المبارك بهتافكم الخالد العزيز (الموت ولا المذلة) حتى وصل صداه إلى أرجاء الدنيا، وهتفتم وتهتفون لليوم (قائدنا للأبد سيدنا محمد)، فيجب أن تكون ثمار ثورتكم المباركة بعد إسقاطكم لطاغية الزمان بشار مرضية لله ولرسوله وللمؤمنين، لأنها كانت منذ البداية لله وحده، فلا مكان فيها لرضا أمريكا وأوروبا وأنظمة الطغيان، ولا مكان لدستور وضعي قطعاً سيغضب الله ورسوله ويستجلب الانكسار والانتكاس وعودة الظلم والطغيان، لا مكان إلا لدستور إسلامي منبثق فقط عن العقيدة الإسلامية العظيمة.
يا أهل شام العز والإيمان: لقد اهتزت أركان الدنيا بهتافكم (قائدنا للأبد سيدنا محمد) فمن كان قائده للأبد نبي الله ورسوله محمداً ﷺ لا ولن يقبل أبداً أن يحكم بغير دينه وأحكام شريعته ولا يسمح أبداً بأن يحكم بغير الإسلام، ومن كان قائدهم للأبد محمداً ﷺ قطعا سيَمنعون ويَرفضون أن تكون بلادهم تابعة لقوى الكفر والاستعمار والطغيان ولن يخضعوا لها، ولن يثقوا بمن ساموا المسلمين سوء العذاب في سوريا وغيرها من بلاد المسلمين.
لقد طاف هتافكم (الموت ولا المذلة) كل بلاد المسلمين سنوات عديدة، ودخل في كل بيت من بيوت المسلمين، واستقر في وجدان كل مسلم وكل إنسان شريف، والمذلة يا أهل شام العز والإيمان هي أن تسرق ثمار ثورتكم المباركة التي بذلتم في سبيلها الدماء الزكية والأرواح الطاهرة.
المذلة أن تكون ثمار دماء الشهداء وانتهاك الأعراض وحبس وتعذيب الحرائر والأحرار وتدمير البلاد وتهجير العباد أن تحكموا بغير شرع الله.
المذلة أن تَخضعوا لأنظمة وقوانين الكفر التي أنجبت بشار وغيره من الطغاة ومكّنتهم من إذلال الأمة وقهرها.
يا أهل الشام، يا أهل الحنكة والذكاء: إن قائدكم للأبد سيدنا محمد ﷺ، فلا تقعوا في الفخاخ التي تنصب لكم من دول المنطقة التي استمرأت الذل والتبعية لقوى الاستعمار.
بقلم: الأستاذ ممدوح قطيشات
رأيك في الموضوع