عالمياً: بسقوط الأسد وفضائح جرائم نظامه التي فاقت كل جرائم حكام المنطقة، في مقابل سكوت النظام الدولي بقيادة أمريكا التي أسعفها الأسد الأب في حرب الخليج بـ٢٥ ألف مقاتل! وجاءت مادلين أولبرايت لتباشر بنفسها عملية نقل الحكم من الأب الهالك إلى الابن الفارّ، هذه بعض من الحقائق التي تُدين النظام الدولي وتجعله وقيادته محل الاتهام، حتى بمعاييره الإنسانية والديمقراطية، فهم المدانون اليوم لا من قام لخلع نظام آل أسد المجرم الذي نصّبوه على رقاب أهل سوريا.
إقليميا: في ظل مجازر الإبادة العرقية التي يمارسها كيان يهود في قطاع غزة كمقدمة قد تتلوها الضفة الغربية، ومع كون الدول العربية وخاصة دول الطوق قد تجاوزت السكوت على جرائم كيان يهود إلى المجاهرة بدعمه، ففي مصر يحاصر السيسي قطاع غزة حتى الموت، وفي المقابل يفتح منافذه المائية لمرور البوارج والسفن لكيان يهود، إضافة إلى ضيق الأحوال التي يفرضها على أهل مصر وحالة السخط والاحتقان الشعبي المتنامي ضده، وفي الأردن وتركيا دون وجود أي ذرة حياء في وجوه قياداتهما، يتكفلون بإمداد كيان يهود وجيشه بمؤنته وتمرير السلاح له، حتى انكشف سحر أردوغان أمام من انخدع به لعقدين من الأكاذيب باسم الإسلام، وصار رأس النظام في الأردن محل سخرية شعبية ويلقب بـ"ملك البندورة"، وبتنا نسمع بين الفينة والأخرى عن تفلتات عسكريين ومدنيين من الأردن لتنفيذ عمليات جهادية ضد كيان يهود.
عدا عن حالة التذمر العامة في جزيرة العرب، وما تمارسه دويلات الخليج من جهة في مملكة آل سعود من فحش علني في مهرجانات فجور بلون دماء أطفال غزة. ومن جهة دعم إماراتي وبحريني صريح لكيان يهود ومواساته وتأسفهم العلني عن أي مساس بأمنه.
محليا: بعد الدمار المستمر الذي صنعه نظام المجرم بشار في الشام لمدة تزيد عن ١٣ عاما من عمر الثورة، وبعد أن سام الشعب السوري سوء العذاب وخاصة في السنوات الأخيرة، ومرّغهم بشظف العيش في سوريا عامةً وحتى في المناطق التي أعيدت لنفوذه باتفاقيات استسلام خبيثة رعاها أردوغان مع روسيا بضوء أخضر أمريكي، وصار حال الشام وأهلها من شدة الدمار وما نالهم من لأواء يقولون: لم يبق لدينا ما نخسره، بل إن مما سهل بسط نفوذ الثوار على تراب سوريا ووصولهم في أيام معدودة إلى العاصمة دمشق هو انفضاض جيش النظام عنه بسبب المعاناة المعيشية التي فرضت عليهم أيضا. ومع وجود حاضنة شعبية ذات تجربة عسكرية، بعقيدة قتالية إسلامية هادرة بالتوحيد، رافضة للمذلة والاستعمار. ومع استلام مقدرات الجيش السوري حتى بعد أن سدد إليه كيان يهود المسخ ضربات استراتيجية، ومع تغوله في الأراضي السورية والتوسع في رقعة الاحتلال فيها، بما يعطي غطاء قانونياً حتى بالمعايير الغربية لرد العدوان بل بسحق هذا الكيان اللقيط عن خارطة الوجود...
إن هذه المعطيات لتشكل فرصة ذهبية قلّ أن يجود الزمان بمثلها؛ تهيئة ربانية على طبق من ذهب، فلو فتحت جبهة الجهاد على حدود الكيان المسخ وتقدم رجال الشام نحو فلسطين تحت راية التوحيد ورافق ذلك إعلان رسمي بتحكيم شرع الله بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وبيعة خليفة يُنفِّذ في الأمة من الشام حكم الإسلام، وتوجهت هذه القيادة بخطاب لأهل الأردن وعشائره وجيشه مطالبة إياهم الانضمام لهذا الكيان الإسلامي الوليد، مع تحرك عسكري وشعبي منظم على الحدود نحو العاصمة عمان، كاسرةً كل القيود التي تكبّل أهلنا في الأردن وتحمي نظامه صنيعة الإنجليز المجرمين، ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.
فهل يشك أحد أن قيادة هذه الدولة ستستلم العاصمة عمان في أيام معدودة وبمجرد مجهود الطريق، وأن الأردن بجيش النشامى تحت راية العُقاب سيكون في سويعات على مشارف أسوار القدس؟! بل هل يشك أحد أن القواعد العسكرية الروسية والأمريكية ستصبح في أيام كلها غنائم في أيدي المجاهدين من ثوار الشام وأشاوس العراق وجيش الأردن؟! ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.
إن هذه فرصة ذهبية، وإن حال الشام من الدمار لا يسعفها إلا هذه العملية الواجبة شرعا، بل إن سرتم على ذلك فلتأتينكم الكنانة بجيشها وأهلها هديةً من الله في أيام نصر وتمكين من أيام الله.
يا ثوار الشام، أليس لكم في رسول الله أسوة حسنة؟
فها هو عليه الصلاة والسلام ما لبث بعد يوم أُحُد أن وصل المدينة حتى خرج لحمراء الأسد يطارد قريشا! وما لبث أن فتح مكة حتى انطلق في طلب هوازن في حنين.
فحذار يا ثوار شام رسول الله، أن تقعوا مجددا في فخاخ أمريكا وعملائها، وترفعوا رايات سايكس بيكو، وتقفوا متفرجين على يهود يتوسعون على حدود الشام وعميل الإنجليز آمن في عمان.
﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾
بقلم: الأستاذ ياسر أبو خليل - ساوباولو - البرازيل
رأيك في الموضوع