كانت دولة الإسلام هي الأولى في العالم في كل شيء؛ سياسياً وعسكرياً وعلمياً واقتصادياً، وكانت هي شمس الحضارة وزهرة الدنيا تحمل النور للعالم وتبدد ظلمات الجهل وتعمل على تحرير الإنسان من ظلم الطواغيت كما وصفها رب العزة: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، وكانت قوية يخاطب حكامها ملوك الأرض بكل عزة "من رسول الله محمد بن عبد الله إلى كسرى الفرس، أسلم تسلم"، "من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نكفور كلب الروم"، "من المعتصم أمير المؤمنين إلى ملك الروم أطلق سراح المرأة المسلمة وإلا جئتك بجيش أوله عندك وآخره عندي"، وغيرها من مواقف الرجال الذين كانوا يقولون وينفذون، فكان للمسلمين عزة ما بعدها عزة، ولم يكن أي شخص في الدنيا يجرؤ على المساس بأي مسلم أو حتى ذمي من أفراد الرعية. بعد كل هذا أصبحت الأمة اليوم في ذيل الأمم يتحكم في شؤونها عباد الصليب، ينهبون خيراتها ويذبحون أبناءها ويغتصبون نساءها على مرأى ومسمع من العالم ولا أحد يحرك ساكناً، والأدهى من ذلك والأمرّ أن الأمة تستجدي أمريكا وأوروبا لحل مشاكلها بدل أن تنفض عنها الذل والهوان وتسقط أذناب الاستعمار وتقيم حكم الإسلام لتعيد لنفسها الهيبة والسؤدد من جديد.
رأيك في الموضوع